الإماراتية.. مشرّعة وصانعة قرار
شيماء المرزوقي
تثبت المرأة في مختلف دول العالم، أنها لم تكن في أي يوم من الأيام في منزلة أدنى عن شقيقها الرجل، وأنه إذا تم منحها المساحة والمجال للإبداع والعمل والابتكار، فإنها تنجح وتقدم التفوق والتميز في ميدان السباق الحضاري بين الأمم.
والشواهد متعددة والأمثلة كثيرة وفي مختلف المجتمعات والشعوب، المرأة طاقة عملية وإبداعية هائلة يمكن لكل مجتمع من الاستفادة منها، وتسخيرها لنموّه وتنميته وقيادته نحو المستقبل، والصعود في السلم الحضاري، حتى بات حضور المرأة ونجاحها بمثابة الحقيقة التي تشبه الشمس في قوتها وسطوعها.
صحيح أننا ما زلنا نشاهد مجتمعات في مختلف أرجاء الأرض، تهمش هذا الدور وتتجنب أيّ عمل من شأنه مشاركة المرأة مع شقيقها الرجل في صناعة المستقبل ونهوض أمتهما، لكن اللافت للأمر أن أي مجتمع انتقائي في وظيفة المرأة ويناهضها، تجده متخلفاً حضارياً، متعثراً تنموياً ويعاني من خلل في منظومته الاقتصادية وتنتشر فيه حالات واسعة من الفقر والبؤس، لأن جزءاً واسعاً من المجتمع معطل تماماً عن التفاعل وتقديم الخدمات.
منذ شروق شمس اتحاد إمارتنا القوية على خريطة العالم، وظهورها دولة ومجتمعاً قوياً متحداً على يد المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وأشقائه حكام الإمارات، والمرأة جزء من منظومة الخطط التنموية، ورافد للتقدم ومساهم في النجاحات الحضارية التي نشهدها يومياً.
ويحق لنا اليوم أن نحتفل، رجالاً ونساء، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، القاضية برفع نسبة تمثيل المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50% اعتباراً من الدورة المقبلة.
هذا التوجيه الكريم يعني المساهمة القوية العادلة المنصفة للمرأة في صناعة القوانين والأنظمة والمشاركة بفاعلية، في سنّ التشريعات والنظم التي تصدر من مثل هذا المجلس التشريعي. مثل هذا القرار يعني أن المرأة الإماراتية تدخل اليوم كصانع وليس كمستشار في النظر نحو المستقبل ووضع اللبنات والأسس لهذه الأمة الإماراتية.
لكن لم يكن لمثل هذه التوجيهات، أن تحضر وتكون واقعاً لو لم تكن المرأة الإماراتية علامة فارقة في مسيرة أمتنا وبناء هذا الوطن، لو لم تكن مساهمة في مختلف فعاليات وأنشطة مجتمعها مساهمة قوية وواضحة، فضلاً عن هذا لو لم تكن دارسة وباحثة وعالمة نشطة متميزة.
لقد منح الآباء المؤسسون المرأة مكانتها، ووضعوا ثقتهم فيها وأثبتت أنها أهل لهذه الثقة فكانت الأم الحنون، والعاملة المخلصة، والجندية، والمثقفة الواعية، والمعلمة الطموحة، والوزيرة المتوثبة للمستقبل، واليوم ستكون المشرّعة العادلة المنصفة.
Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com