قضايا ودراسات

الإمارات ترسم مستقبل الطفولة

ابن الديرة

حدثان مهمّان مؤثران، آنياً ومستقبلاً، الأول ينطلق اليوم، في دبي وينطلق الثاني غداً الإثنين، في أبوظبي.
الجامع بين الحدثين البارزين، عدا الرعاية الكريمة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، والإحاطة المسؤولة، أن كليهما يبحث في مسألة الطفولة وحمايتها، والعمل على رعايتها ووقايتها من الأخطار والكوارث.
الأول تطلقه وزارة التربية والتعليم، مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وبمشاركة 25 جهة محلية واتحادية، وهو «الأسبوع الوطني الثاني للوقاية من التنمّر»، والثاني ملتقى «تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل في العالم الرقمي».
الحدثان يناقشان أكثر الأمور خطورة، وهو مستقبل أطفالنا، وحمايتهم، وتأمين عيش كريم يرفلون فيه بالأمن وراحة البال، والهدوء والسكينة، ما يجعلهم شباباً يعوّل الوطن وأبناؤه على عقولهم وسواعدهم، ونفوسهم المطمئنّة.
ظاهرة التنمّر، أضحت أمراً مقضّاً لمضاجع الأهل، أولاً ثم الأبناء أنفسهم، ناهيكم بالمربّين وإدارات المدارس، فلا أصعب على أبٍ أو أمّ، من أن يريا فلذة كبديهما، يدخل إلى البيت باكياً حزيناً، كسيف النفس، مطأطئ الرأس، والسبب وراء هذا كله، زميل له قد يكون أكبر عمراً، أو أقوى بنيةً، أو أقلّ تربية، أساء إليه، وأهان كرامته، بكلمة أو حركة، أو سلوك، ولم يكن قادراً على الردّ أو الدفاع.
والمؤتمر الثاني الذي يجتمع فيه قادة روحيون، من عدد من دول العالم، يناقش مسألة جرائم الابتزاز عبر العالم الرقمي ومخاطر الشبكة العنكبوتية، التي يتعرّض لها الأطفال في المقام الأول، لخبرتهم النزرة، وأعمارهم الغضّة، ونفوسهم البريئة القابلة للاختراق السهل.
وهو أمر، كذلك، عانى من تبعاته وعقابيله الأهل ما عانوا، وهناك حوادث كثيرة، اعتدى فيها أصحاب نفوس عفنة، على قاصرين وقاصرات، وكادوا يقضون على مستقبل بعضهم.
أن تكون الإمارات حاضنة لهذين الحدثين اللذين يبحثان مستقبل الطفولة، ويسعيان إلى أن تكون هانئة سعيدة، فهذه صفحة جديدة، تسطّر في سِفر الإمارات الحافل، بالصفحات الناصعة عطاء وخيراً.
لكن ما نرجوه فعلاً، ونتمنّى على القيّمين على الحدثين النبيلين، أن لا يكونا فعاليتين تنعقدان، وتتابعهما وسائل الإعلام ووكالات الأنباء، ومواقع التواصل، وتضجّ بنقاشاتهما وطروحهما، ثم ينقضيان، وتفتر الهمم، ويخبو النشاط.
نريد أن تكون مخرجاتهما وتوصياتهما، قرارات ملزمة، ويتابعها المعنيون والمسؤولون، بدقة وصرامة وحزم، فمستقبل أطفالنا أمانة، وهي في رقابنا وعلى كواهلنا.

ebnaldeera@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى