قضايا ودراسات

الإنترنت والتأثير في الانتخابات

جون كويتسير

لا شك في أن الإنترنت اختراع عظيم غيّر شكل حياتنا، فكل العلوم والمعارف الموجودة في العالم أصبحت متوفرة بكبسة زر واحدة، ويمكن لأي أحد الاتصال افتراضياً بأي شخص آخر، إضافة إلى أن ذلك أصبح يوفر فرصاً جمة للأعمال للنمو بشكل يومي، فضلاً عن إضافته الكبيرة للثقافة العامة. ورغم ذلك فإن للشبكة بعض الجوانب المظلمة، حيث إن الإنترنت كان سبباً في نشر أخبار زائفة أثرت بشكل سلبي على الانتخابات الأمريكية في العام 2016، ناهيك عن أنها تعمل على التأثير على العديد من الانتخابات في جميع أنحاء العالم. يقول أحد المديرين السابقين بفيسبوك، إن الإنترنت كان سبباً مباشراً في تمزيق الثقافة العامة للناس، حيث أشار إلى إن قدراتنا التكنولوجية تسبق بكثير، قدرتنا على فهم الطريقة التي سيستخدمها بها الناس.
تقريباً جميع المواقع الشهيرة مجانية، مثل فيسبوك وجوجل وتويتر وغيرها، بسبب أن مداخيلها تعتمد على الإعلانات، فقبل عقود قليلة مضت، كان من المستحيل تصديق أن نقل المعلومات والقدرة على الحصول على المعارف والعلوم والاتصال بالآخرين ستكون مجانية، وهو أمر جيد بالنسبة للبشرية بلا شك، ولكن الأنظمة نفسها التي أنشأت هذه القدرات تم استغلالها بواسطة الناس والمنظمات والدول لجني الأموال والتغول إلى أسرار الآخرين والتعدي على خصوصيتهم، والأكثر من ذلك محاولة التأثير على مسار الانتخابات في العديد من دول العالم، وهو التحدي الأكبر، حيث إن القدرة على التأثير في الانتخابات يمكن أن تؤدي إلى فوضى عارمة، فضلاً عن أن الأخبار الزائفة لا تقل خطورة عنها.
وتكمن خطورة الأخبار الزائفة في أنها تؤثر بشكل فعال على التوجهات والرأي العام، حيث إنها تتسرب بسرعة وسلاسة كبيرتين إلى المنصات الاجتماعية التي تنتشر من خلالها إلى نطاقات أوسع، وذلك بحكم أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت المصدر الأول للأخبار والتقارير وغيرها، ولم يعد دورها مقتصراً على مفهوم التواصل الاجتماعي الحقيقي. لا تزال فيسبوك تعمل على حل المشكلة التي أدت إلى اختراق بيانات مستخدميها من جانب جهة خارجية لتغيير وجهة الانتخابات الأمريكية، حيث إنهم استغلوا ثغرة الإعلانات للوصول إلى تلك الغاية، وتحاول في الوقت ذاته، الحصول على دعم حكومي يمكنها من التعرف على مصادر الأخبار الزائفة التي أصبحت فيسبوك بؤرة لها إضافة إلى مموليها، خاصة إذا ما كانوا جهات أجنبية. يجب على المستخدمين، إدراك حقيقة أن كل ما يتم نشره على منصات التواصل الاجتماعي ليس حقيقياً، ولا يجب التعامل معها بجدية.

Inc.com

زر الذهاب إلى الأعلى