الامارات أعظم من دولة وأكبر من إتحاد
المحامي د. سيف الدين سلطان خصاونه
نستذكر في الثاني من ديسمبر من كل عام، بكل ما نملك من مشاعر الفخر والاعتزاز، ذكرى الاتحاد، حيث مر عليها هذا العام ثلاثة وخمسون عامًا. اتحادٌ أرسى قوامه الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، وإخوانه حكام الإمارات، والذي مثّل وعيًا مبكرًا بفكرة التكتل والاتحاد في فترة سادتها الفرقة والنزاعات في كافة أنحاء العالم.
ثم استكمل مسيرة الاتحاد سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، وإخوانهم حكام الإمارات الذين واصلوا مسيرة المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، بنظرة مستقبلية وتشاركية مع الشعب، للوصول إلى دولة قوية مسلحة بالعلم والمعرفة، لا تتوانى عن تقديم العون والمساعدة لمختلف دول العالم، حتى أصبحت اليوم في مصاف الدول المتقدمة، مرسخة مبدأ الحق والعدل والمساواة للنهوض بالدولة.
واجهت الإمارات تحديات جسيمة وسط محيط ملتهب بالحروب والصراعات الدولية، ومع ذلك استطاعت تدشين أنموذج فريد، ليس على المستوى العربي فحسب، بل على مستوى العالم، حيث نشهد ذلك كل يوم من خلال إحصاءات وأرقام وتقارير عالمية في شتى المجالات.
وفي كل عام قبيل الاحتفال بالعيد الوطني، نشهد إنجازات جديدة تتحقق على أرض الواقع بهمة وسواعد أبنائها وبتوجيه مباشر من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، أبو خالد، حفظه الله ورعاه، الذي يواصل الليل بالنهار بالسعي والجد لتصبح الإمارات أعظم من دولة وأكبر من مجرد اتحاد.
إن الإنجازات التي تسطرها دولة الإمارات عامًا بعد عام تؤكد للعالم أجمع أنها تسجل تجربة عالمية فريدة شكلت مسارًا يدشن نموذجًا للتميز يصلح للاقتداء به لأنها أعظم اتحاد مشهود في المنطقة والعالم بشكل عام.
ولأنني عشت أغلب عمري في هذا البلد العظيم، فإنني أعتبر نفسي شاهد حق على مسيرة هذا البلد الذي أتشرف بالانتماء إليه بنفس القدر الذي أنتمي به إلى مسقط رأسي، مما يمنحني الحق في الفخر به وبمنجزاته الفائقة على مدار مسيرة ثلاثة وخمسين عامًا، وفي ذات الوقت أفخر بعلاقات الأخوة التاريخية التي تجمع قيادة البلدين لما فيه مصلحة الأمة وخدمتها.
حفظ الله الإمارات، أرضًا وشعبًا وشيوخًا. الدم أردني، والعشق إماراتي.