مقالات عامة

البلاستيك يغمر الأرض

شيماء المرزوقي

دون شك فإن ما يلوث الهواء والبيئة على كوكبنا الأزرق الجميل، كثير ومتنوع وكأنها ضريبة تدفعها البشرية نتيجة للتطور والتقدم الحضاري. وهذه النقطة يجادل فيها بعضهم حيث يرون حتمية الازدهار والتقدم ويعتقدون أن هذا التقدم مرهون فقط بإنتاج عوامل ملوثة للهواء والبيئة الخضراء التي نعيش فيها. واليوم نكتشف أنه كان بإمكان البشرية تلافي كل هذه الملوثات بالابتكار والعمل على إيجاد البدائل المناسبة، لكن الشركات الكبرى التي لم يكن عليها رقيب تدرك أن البحث عن بدائل قد يكون مكلفاً مالياً ويسبب تحمل نفقات مالية يرون أنه من الأفضل توفيرها لتزيد الأرباح، وهذا ما حدث. ووراء كل عامل من عوامل التلوث سترى بوضوح فساداً بشرياً يقف خلفه رغبة بتوفير النفقات وزيادة الأرباح.
دراسة قام بها علماء في جامعتي جورجيا وكاليفورنيا الأمريكيتين ونشرتها مجلة «ساينس أدفانسز»، جاء فيها: «ارتفاع في الإنتاج العالمي للبلاستيك من مليوني طن في عام 1950 إلى 400 مليون طن في عام 2015، ووصلت كمية النفايات البلاستيكية المتراكمة طوال هذه الفترة إلى 8 مليارات و300 مليون طن في الطبيعة والمحيطات. وفي حال استمر الوضع هكذا، ستصل كمية النفايات البلاستيكية في مراكز جمع القمامة خلال العام 2050 إلى 12 مليار طن».
والمشكلة الآن والتي نعرفها جميعاً أن هناك صناعة مزدهرة للبلاستيك، بمعنى أنه يضاف كل يوم أطنان من هذه المادة والتي يتم في العادة التخلص منها برميها وتحتاج لمئات وآلاف السنوات للتحلل في البيئة، وما يعاد تدويره من هذه الكمية لا يتجاوز 9% وهناك نسبة تقدر بـ 12% يتم حرقها وفي هذه العملية تهديد للهواء وتلويث جسيم له. وقد يذهلكم أن أكثر من ثمانية ملايين طن من النفايات البلاستيكية سنوياً ترمى في المحيطات والبحار، والذي ينشر أن هناك ارتفاعاً في الإنتاج وبشكل متواصل، والأسئلة البديهية الذي يتم طرحها: لماذا لا يستفاد من كل هذه الكمية التي ترمى في البيئة على مختلف أنواعها سواء في البحار أو في الأرض؟ لماذا لا يتم جمعها وإعادة تدويرها والاستفادة منها؟ إذا كانت عملية إعادة التدوير مفيدة وستساهم في خفض الإنتاج من هذه المادة،لماذا إذن لا يتم التوجه نحو مثل هذا الحل؟
كإجابة مختصرة وآنية، ابحث عن حجم الأرباح المالية التي تتحقق.
Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى