التخبط الايراني
محمد سعيد القبيسي
أقدمت أول أمس وكالة أنباء إيرانية على حماقة غير مسبوقة ، إذ قامت بنشر صور كاريكاتورية مهينة للشهداء الإماراتيين الذين سقطوا في ميدان الشرف والعزة دفاعا عن كرامة أهل اليمن وشرفه ، وزاد الأمر شناعة وسوءا أن قامت الوكالة بوضع الرسم تحت عنوان – “أجساد الجنود الإماراتيين القتلى في اليمن” وذلك كتعبير صريح وواضح عن مشاعر الحقد والتشفي اتجاه الشهداء البواسل ، وقد تجاهلت الوكالة بذلك كل ماجاءت به الشرائع السماوية وأولها الإسلام و كذا الأعراف الإنسانية من حرمة الدم وخطورة التعدي عليه ، وحرمة الاستهزاء بالموتى ، الوكالة أرادت جرح مشاعر الإماراتيين والعرب بهذه الرسومات المشينة ولكن أنّى لها ذلك مع لحمة وتكاتف وتعاضد الشعوب العربية من أجل نصرة اليمن الجريح .
وأمام هذا التمادي الصريح والاستهتار بدماء الشهداء ، فإن هذا الفعل الغير المسؤول إن دلّ فإنما يدل على حالة التخبط والتشرذم التي تعاني منها إيران والتي أقحمت نفسها في وحل التدخلات الخبيثة في اليمن وغيرها من الدول الخليجية والعربية ونذكر منها اليمن هنا حيث تسببت في مأساة لملايين اليمنيين بين شهيد وجريح ولاجىء ومفقود ، كما يدل أيضا على الهزائم والخسائر التي تتكبدها إيران والحوثيون كل يوم في أرض اليمن، وايضا بعد قطع اوصالها التي كانت تمد ميليشيات الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح.
ومثل هذه الأفعال وغيرها مستقبلا لن تغير من أرض الواقع شيئا ، وسيبقى الميدان الفيصل الأخير والذي تبرهن من خلاله قوات التحالف العربي قوتها وعزيمتها على دحر العدوان الفارسي الذي يريد الانتشار بالمنطقة ونشر مذهبه في الجزيرة العربية.
وردة فعل طبيعية لما قامت به ايران فقد انتشرت موجة غضب عارمة في الخليج العربي في شتى وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر حيث أكد المغردون على أن مثل هذه الأفعال لن تثني من عزيمة الرجال في أرض المعركة وستجعلها تقترب أكثر من الانتصار والقضاء على الوجود الفارسي ليس في اليمن وحسب بل في الاراضي العربية التي تعاني من وجودهم فيها.
كما أكدوا تضامنهم الصريح مع الإمارات مترحمين على الشهداء وسائلين المولى عزوجل أن يتغمدهم بواسع مغفرته ، كما أضاف المغردون أن مثل هذا التصرف الجبان ليس بجديد على إيران وهي التي قامت بأفعال لاتقل شناعة عن هذا ، وهذا إن دل فإنما يدل على الحقد الدفين الذي يجري في أوصال الشارع الإيراني المتخبط في أزماته هذه الأيام.
وفي الأخير نقول أن ما أقدمت عليه هذه الوكالة الإيرانية من تجن واضح واستهتار بدماء الشهداء لن يغير أي شيء على الواقع وسيعمل على تأليب كل دول العالم على إيران التي باتت تصرفاتها تثير الغضب والاستهجان من الجميع ، وسيزيد بالتأكيد من وتيرة العمليات العسكرية وسيزيد من عزم القوات العربية الباسلة على تحرير اليمن الشقيق من براثن العدوان الفارسي الغاشم.