التواصل الاجتماعي
بات التواصل الاجتماعي منبرا رئيسا في العمل الاعلامي ان لم يكن الاول في وسائل الاعلام الحديثة, وذلك لاسباب عديدة منها عدم التكلفة, وسرعة الانتشار واختصار الزمن, والمسافات, وزيادة عدد المتابعين, وسهولة التناول وانتشار التكنولوجيا وسرعة انتقالها.
وهو في الوقت نفسه دائرة معارف متنقلة, وبلغات متعددة وصار له اثر كبير في المحتمع, يفتح المرء عينيه منذ الصباح بل ان بعضهم يقضون معظم اوقاتهم في المتابعة, وربما يتابعون اعمالهم وفق مايصلهم من بيانات ومعلومات, فهو احيانا يلعب دور الطبيب من كثرة ما يأتيك به من فيديوهات, بصورة نصائح طبية او علمية, وهو بالدرجة الاولى محلل سياسي لانه كثيرا ما ينقل الاخبار وفق آراء مختلفة ومتناقضة, وكاذبة ومخترقة احيانا اخرى, وهكذا فهو الاديب والواعظ الديني والاخلاقي, وماتشاء من ادوات واوعية المعلومات.
وهو سلاح ذو حدين, الوجه الاول, العامل الايجابي الصادق والامين, والوطني والمفيد, الذي يساهم في تشكيل الفكر الانساني الرفيع, ويقدم المعلومة التي تزود المواطن والانسان عموما, بالاراء الصائبة والتوجهات المستنيرة, وتعبر عن ثقافة واعية مسؤولة.
ولكن للاسف كثيرا ماتردنا ظاهرة الاشاعات وهذا هو الوجه الاخر السلبي الذي يجب ان نحذر منه, ونتابعه, ونفضح اكاذيبه وادعاءاته لانه سلاح فتاك, سرعان مايهاجم البسطاء من العامة فيصدقون مايفدهم احيانا من افكار هدامة, تغزو حصوننا المنيعة من الداخل.
وهنا لابد للواعين, والرواد في التواصل الاجتماعي على المستوى الوطني والعربي والانساني بشكل عام من ازكاء جذوة الوعي, بالسلبيات التي قد يتسرب منها الفكر الاكثر ارهابية من الارهاب, لانه ينشر فكرا منحلا, ويسبب انحدارا او تخريبا في منظومة المجتمع.
من هنا نرى ان تكون هناك جهات مانعة ورقابية تقف بالمرصاد لهذه الامواج التي لا حد لها, وتنطلق من هنا وهناك لترمي مجتمعاتنا بآفات الفرقة والاختلاف والفتن.
ان من واجبنا كافرادا ومسؤولين ان نقف بالمرصاد أمام تلك الفتن, ونحيلها للسمؤوليين للتصرف بردعها.
وهكذا نستطيع ان نكون مرآة حقيقية للاخلاص الوطني والاجتماعي والاخلاقي والديني.
هذه المفاهيم الرائدة وجهها صاحب المبادرات الخلاقة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم في افتتاحه قمة التواصل الاجتماعي.
” عليكم مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعاتكم وتبني مايهم الناس” , كما عول عليهم ان يكونوا قدوة كنماذج لتحمل المسؤولية لترويج الفكر المستنير، لقد فتحت هذه القمة آفاقا جديدة من اراء المفكرين واصحاب الرأي والمسؤولية, حيث بات من الاهمية بمكان ان نقترح ان تكون هناك وزارة للتواصل الاجتماعي باعتبارها تدخل في كل بيت وتعمل على تكوين الفكر الانساني والوطني وخاصة للاجيال الصاعدة, وتحديد مستقبلها.