الثقة بقدرات الشباب
ابن الديرة
أحد أسباب النجاحات الكثيرة التي تحققت وما زالت مستمرة اليوم وفي مستقبل الأيام، اعتماد القيادة الرشيدة وفق أقصى مدى، على الشباب بإمكانياتهم غير المحدودة وقدراتهم الخلاقة القادرة على التجديد والابتكار، فالعقليات علمية، والقدرة على العطاء غزيرة، وكلما استثمرت الدولة في شبابها، عنوان عنفوانها وسند حاضرها وأمل مستقبلها، جنت المزيد من القوة والعزة والمنعة، وبتطور ملكاتهم تكون النتائج أكثر نجاحاً وإبهاراً.
وشباب الإمارات والعرب عموماً قادرون على العطاء والإبداع بما لا يقاس، عندما تتوفر لديهم حوافز العمل والإنتاج المتميز، وعندما يجدون الاهتمام الحكومي الكافي بقضاياهم وتطلعاتهم وأحلام يومهم وغدهم، ليتجسد المعنى الوطني الحقيقي من شعارات يسمعونها ويرددونها أحياناً فارغة المضمون، حباً وتقديساً للأرض والسماء والشعب وقيادته ومؤسساته لأنها انتماؤه وعنوانه الذي لا تغيب عنه الشمس أبداً.
القيادة الحكيمة في الإمارات تؤكد في كل المناسبات ثقتها بشباب الوطن وقدرتهم على إحداث التغيير المطلوب وبالكفاءة المتوقعة، وأنهم الركيزة الأساسية لتنمية مجتمعهم، واستمرارية نموه وتطوره وازدهاره، ليلبي متطلبات الجميع من عيش كريم آمن، بكرامة وحب وتعاون بلا حدود، ولذلك تستثمر في شباب وطنها بكل الإمكانيات، لتخلق نوعيات جديدة قادرة على أن تعايش عصرها، بل وتعمل مخلصة على أن تتوقع مستقبلها وتسبقه.
هذه الثقة المقدرة والتي يعتز بها الشباب، تفرض عليهم مسؤوليات وتحديات كبيرة، ليكونوا على قدر ثقة زعامتهم وحبهم لكل أبناء الشعب، وحرصهم على أن يكون الجميع متميزين في كل أمور حياتهم وطموحاتهم المستقبلية، وأولى الخطوات في هذا المجال هي أن يكون الشباب في منتهى الجدية والعزم على الريادة العلمية، وألا يقبل أي منهم أي موقع والسلام، وضرورة أن يرتقي سلوكه ليتمكن من تحقيق كل ما ينشده الوطن منه.
القراءة الحرة في كل وقت وأي مكان، أحد أبرز دوافع الشعوب للتميز والشباب لبناء شخصيات فريدة، وهي وحدها التي تقود إلى النضج الفكري، وفهم الواقع والمساهمة في تغييره للأفضل، فإذا كان شبابنا حقيقة وطنياً ومتحمساً، عليه أن يتعلم ويتعود على ثقافة القراءة، وعندما نحقق المعادلة الصحيحة بين المكان والزمان والكتاب، نصعد سلم المجد والتميز بثبات وسنصل إلى قمته قريباً.
وشبابنا مطالب بزيادة إيمانه بثقافة العمل التطوعي غير المظهري، الذي يرضي طموحه بأنه مصدر سعادة للآخرين بما يقدمه لهم من سند وعون، ويزيد من شأن دولته مكانة وسمعة طيبة بين الدول، وأن يساهم في البناء ويفجر طاقاته الإيجابية في كل مواقع العمل، وبالطبع المؤسسات التعليمية في طليعتها.
شبابنا يجب أن يكون ابن الإمارات البار إذا سافر، أو زار مركزاً للتسوق، إذا مشى في حديقة، أينما كان يجب أن يتحلى بكل جميل اكتسبه من هذا الوطن المعطاء ليكون أهلاً لثقة قيادته وما يعلقه وطنه من آمال عليه.
ebnaldeera@gmail.com