الخروج عن المألوف
محمد سعيد القبيسي
بزغ علينا فجر عام 2011 وفي طياته أحداث غيرت معالم التاريخ وغيرت حسابات وتوقعات الكثير من الكتاب والمفكرين والمتبصرين، فلم يكن في الحسبان أن عام 2011 سيحمل في طياته ثورات كنا نسمع بها، او نقرأ عنها في كتب التاريخ فقط , وأيضاً لم نكن نتوقع بأن نرى أو نسمع بشيء يسمى الخروج عن المألوف او غير المألوف، حيث كانت تلك العبارة مقتصرة على أشياء خارقة كونية او أفعال يقوم بها بعض البشر الذين لديهم قدرات خارقة، كالذي يدخل عدة سيوف في جوفه، أو يجر طائرة ركاب بشعر راسه.
وتطلق عبارة الخروج عن المألوف أو غير المألوف على الأشياء غير المعقولة أو التي لا تصدق أو لا يمكن أن تحدثث أبداً، ولكن ما حدث ويحدث الآن في وقتنا هذا من أمور وأحداث غير مألوفة أصبحت شيئاً مألوفاً.
وأيضاً لم نكن نتوقع بأن نرى أو نسمع بشيء يسمى الخروج عن المألوف او غير المألوف، حيث كانت تلك العبارةة مقتصرة على أشياء خارقة كونية او أفعال يقوم بها بعض البشر الذين لديهم قدرات خارقة، كالذي يدخل عدة سيوف في جوفه، أو يجر طائرة ركاب بشعر راسه.
وتطلق عبارة الخروج عن المألوف أو غير المألوف على الأشياء غير المعقولة أو التي لا تصدق أو لا يمكن أن تحدثث أبداً، ولكن ما حدث ويحدث الآن في وقتنا هذا من أمور وأحداث غير مألوفة أصبحت شيئاً مألوفاً.
ومن الأحداث غير المألوفة التي شهدناها حتى الآن في بدايات 2011 هي ثورة الشعوب العربية أو ما يسمى (بالربيعع العربي) ، والتي ثارت تعبيراً عن رغبتها في التغيير نحو الأفضل، وبدأت تلك الثورات من تونس وانتهت في ليبيا مؤخراً بانتصار رغبة الشعب في تحقيق مطالبه، ومازالت أحداث هذه الثورات جارية في اليمن وسوريا، تلك البلدان التي كانت سابقا أشبه بمعسكرات مغلقة أو حصون مشيدة لايمكن اختراقها، وتحكمها قوانين وأعراف يتم تعديلها حسب رغبة النظام تحت مظلة مايسمى ( بقانون الطواريء ).
ومازلنا في سياق الأحداث الخارجة عن المألوف وردود أفعال تلك الأنظمة وعدم ترددها في استخدام العتاد والأسلحةة الثقيلة في قمع تلك الثورات، فمن غير المألوف أن نشاهد الجيش يسير بتشكيلات هجومية في شوارع المدن في تلك الدول ليحارب الشعب نفسه الذي أسس أساساً لحمايته، وأن يقوم بعمليات قتله و أسره وتدمير ممتلكاته ليصبح مشرداً بلا مآوى في وطنه.
ومن غير المالوف أيضاً أن تقوم بعض هذه الأنظمة بحصار بعض القرى والمدن وتقطع إمدادات الكهرباء والماء والطعامم والأدوية عنها ، فما ذنب الأطفال وكبار السن والنساء لو سلمنا جدلاً أن الذين يتظاهرون ضدهم هم من فئة الشباب .
ومن غير المألوف أن تقوم بعض الأنظمة بتحريض القوات المواليه لها على خطف النساء واغتصابهن أمام مرأىى ومسمع أهاليهن أو حتى في الخفاء.
ومن غير المألوف أن تترك جثث الضحايا تتعفن في الطرقات والأزقة، حيث يمنع الإقتراب منها لدفنها حيث إن إكرامم الميت دفنه.
ومن غير المألوف أن يقوم الجيش بالتعاون مع جهات اخرى بإعتقال آلاف المدنيين من الشعب وزجهم في السجونن والمعتقلات.
ومن غير المألوف أن يموت الأطفال وكبار السن من دخان قنابل الغاز المسيل للدموع الملقاة عليهم من قبل القواتت الموالية لتلك الانظمة.
ومن غير المألوف ….. ومن غير المألوف ….. ومن غير المألوف…..
إن كل ماذكر سالفاً من أحداث وأفعال غير مألوفة او خارجة عن المألوف أصبحت من المشاهد المألوفة والتي نراهاا على وسائل التلفزة والإعلام صباحاً ومساء، ومن المألوف أيضاً أن تلك الأنظمة استباحت الدماء والأعراض، واسترخصت أرواح البشر، ودمرت المنازل الأمنة والممتلكات، وشردت عائلات وأسر، وأصبح من المألوف أن تشاهد اللاجئين على المراكز الحدودية والذين لم يهربوا من معتد غاشم يحتل أوطانهم ، ولكن من نظام ظالم لم يتهاون في قتلهم وتشريدهم في سبيل البقاء على كرسي الحكم، فلم يبقى شيئاً غير مألوف أو لم نعد نميز ماهو مألوف أو ماهو غير المألوف، أو ماهو خارج عن المألوف، نعم ما الذي بقى ولم يظهر ؟ ماهو الشيء الذي لم نألفه بعد ما الفنا كل شيء، لقد تبلدت مشاعرنا طوال سنين مضت وتعودنا على مناظر الدم والعنف والقتل من اثر افلام هوليوود لدرجة أننا عندما رأينا الدماء الحقيقية لم تهتز مشاعرنا ولم تحرك لنا ساكناً، وهذا مايحدث الآن وتقترفه تلك الانظمة لأنها الفت كل المحظورات فلم يعد لديها اي شيء غير مألوف.
لقد قام كرسي الحكم في هذه الأنظمة بسلخ مباديء الإنسانية والرحمة لهؤلاء الذين يجلسون عليه، وتحجرتت قلوبهم حتى باتوا كالاموات الأحياء، فلا هم يسمعون صوت الشعب المنادي بالتغيير، ولا هم ينظرون الى تلك الإحتجاجات المطالبة بتنحيتهم
فلا نظر الا اليه، ولا تفكير الا به، ولا مراد الا هو (كرسي الحكم)،،
فكل من سواه رخيص ثمنه، ولو كثر عدده (النفس البشرية)،،
فلابد من وقفة تفكير جدية لهم (رؤوس الأنظمة)،،
للنظر في رغبة هؤلاء (الشعوب) في تغيريهم.