مقالات عامة

الذي نحتاجه في شهر القراءة

شيماء المرزوقي

دون أدنى شك، فإن القراءة من أهم الممارسات التي تعود على الإنسان بالفائدة سواء على المستوى المعرفي أو الذهني، ولو حاولنا رصد ثمارها العجيبة وخصالها العظيمة لما توقفنا، ولكن في هذه العجالة أود الحديث عن جانب حيوي يتعلق بموضوع القراءة، فنحن عندما نسمع بهذه المفردة «القراءة» يتجه الذهن نحو الكتاب والمكتبات. وأعتقد أن الصورة الذهنية التي تتشكل في الذهن عن الكتب لدى الكثير هي تلك التي كنا في سنواتنا الدراسية ندرسها، لذا قد تكون تلك الصورة في الذهن سلبية بغض النظر عن قيمة المحتوى وما ضمته تلك الكتب المدرسية، بل إن البعض عندما تحدثه عن القراءة تجده يتخيل كتاباً ضخماً ثم يبدأ في التفكير كيف يمكن أن يقرأ جميع ما يحتويه، والذي لم يتعود على القراءة لا يمكن أن تضع بين يديه أي كتاب ويقبل عليه، وحتى إن قام بالقراءة فهو يمارسها لوقت محدد وموجز، ثم سرعان ما يترك الكتاب جانباً.
إذن نحن نحتاج خلال شهر القراءة، الذي بدأ مطلع مارس/ آذار علاج صورة الكتاب الذهنية في العقول، نريد تحسين هذه الصورة، وأن تصبح مشرقة ونقية بدلاً من تلك الصورة الضبابية القاتمة. في اللحظة نفسها نحتاج في شهر القراءة الترويج لفكرة القراءة نفسها وأدواتها المتعددة والكثيرة وليست تلك التي في الكتب وحسب، وأن القراءة ليست فعلاً عجيباً أو غريباً فنحن جميعاً بطريقة أو أخرى نمارسها يومياً وفي كل لحظة من لحظات حياتنا، نحن نقرأ كل ما يقع تحت أيدينا على هواتفنا الذكية، ونقرأ كل ما يصلنا على شبكة الإنترنت، ونقرأ الكثير جداً من المعلومات التي تقع بين أيدينا، لكننا في كثير من الأحيان لا نقرأ فعلاً ما نحتاج لقراءته، وما يدعمنا فعلاً وما يزيد فعاليتنا في الحياة.
يعتبر شهر القراءة فرصة لنا جميعاً لتصحيح مثل هذه الحالة، وهو فرصة فعلاً لمعرفة أسرار هذا الكنز المعرفي الذي يثري وجود أي إنسان ويختصر علينا الكثير من المعاناة والألم والهم، بل إننا بالقراءة يمكننا اكتساب خبرات تتجاوز العمر الذي نعيشه، لكن المهم وسط كل هذا أن نعرف فعلاً ما الذي ينقصنا وما الذي نحتاجه ثم نتجه للقراءة وفق رغبة حقيقية للفائدة.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى