السيادة والأخطار البيئية
شيماء المرزوقي
جميعنا يعلم أن الهواء على كوكبنا الأزرق محمّل بالملوثات والأدخنة السامة، وأن معدلات زيادة ثاني أكسيد الكربون تزايدت لدرجة الخطر، وأن ما تنفثه المصانع الكبرى من أدخنة سامة في الجو واحد من أهم مسببات الاحتباس الحراري. ومع الثورة الصناعية لم تعد الأرض كسابق عهدها حيث حدث ضغط كبير على الحياة البيئية برمتها. وتبعاً لمثل هذا الخلل نشاهد موجات من الجفاف والتصحر والتلوث على مختلف أشكاله وأصنافه، وكما يقول العلماء فإن التوازن البيئي على الكرة الأرضية هش وسريع العطب، وهنا إشارة إلى أنه إذا حدث خلل في جانب من الجوانب البيئية فإن السلسلة تستمر وتنمو وتتزايد ويصبح الضرر شاملاً وجسيماً، بمعنى أنه إذا حدث تلوث في الهواء فإنه سرعان ما تصاب مرافق بيئية هامة أخرى بالضرر وهو ما يعني تهديداً لحياة جميع الكائنات الحية. التغييرات المناخية التي باتت ملاحظة حتى من غير المختصين مؤشر واضح على مثل التماسك البيئي، فعندما يتم تلويث البيئة البحرية وتنفق الأسماك أو تمرض، ثم يتم اصطيادها لأنها عنصر غذائي هام للإنسان، فإنه من البديهي أن نرى المرض ينتقل للإنسان، ويمكن القياس على الحيوانات التي نتغذى من لحومها وغيرها. الهواء الذي نستنشقه يجب أن يكون نقياً لصحتنا وهو مطلب لجميع الكائنات التي تشاركنا هذه الحياة، وعندما يحمل الهواء ملوثات وسموماً فإنه من البديهي أن نشاهد كل هذه الأمراض خاصة تلك التي لم يسبق للإنسان معرفتها وأيضاً تتأثر مختلف الحيوانات. هذه الصورة هي الواقع الذي نعيشه في عدة مناطق من العالم، حيث تتزايد العمليات المؤذية ضد البيئة من حرق الغابات وقص الأشجار وتلويث السماء بالأدخنة وتجريف التربة الصالحة للزراعة وسكب النفايات السامة في الأنهار والبحار. هذه جميعها ممارسات تتم ويمكن رصدها بسهولة، وعندما تصدر أي منظمة بيئية دولية تقريراً يصف مثل هذه الحالة المتهورة في إفساد الحياة البيئية وتلويثها في أي مكان من العالم يتم الرد عليها في العادة بأن هذا التقرير مبالغ فيه وأن هذه الممارسات تتم وفق السيادة الوطنية. في هذا العصر تحديداً لا يمكن الاستمرار في الصمت أمام تلويث الأنهار والبحار والبيئة بصفة عامة، تحت أي عذر أو حجة، فجميعنا شركاء في المسؤولية للمحافظة على كوكبنا من أي أخطار.
Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com