مقالات عامة

الشباب رهان المستقبل

ابن الديرة

«الشباب بُناة الغد وعلى عاتقهم تقع مسؤولية صناعة المستقبل المشرق، وهم الثروة التي نفاخر بها، والأمل الذي نعبُر به نحو المستقبل». بهذه الجمل القيّمة المعبّرة، افتتح صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مركز الشباب العربي في أبوظبي، الذي يوفر للشباب مساحات إبداعية وموارد متنوعة وبرامج ومبادرات مختلفة ترمي إلى تنمية مواهبهم ومنحهم المساحة اللازمة للإبداع.
إذا لم تهتم أي دولة بشبابها، فبمن تهتم؟ ومن سيكون على رأس أولوياتها؟
الإمارات من الدول التي يشكل الشباب من سكانها نسبة تربو على خمسين في المئة، والشباب تعني من لا تزيد أعمارهم على الخمسة والثلاثين، إذن هم المعوّل عليهم النهوض بالوطن ومسيرته المملوءة بالإنجازات والإبداعات.
ألم تكن الإمارات الدولة الأولى في العالم التي بوّأت شابة لا يزيد عمرها على أربع وعشرين عاماً منصباً وزارياً؟ أليس معظم المسؤولين فيها ممن تنطبق عليهم مواصفات الشباب؟ ألم يتسلّم مسؤولية ولايات العهد في معظم الإمارات شباب تفور نفوسهم عنفواناً وحيوية وعطاء؟
إذن جاء هذا المركز في حينه ووقته ويلبي الحاجة إلى مثله، لينهض شبابنا بمسؤولياتهم، على أكمل وجه.
وجاء تكليف سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، برئاسة المركز، قراراً صادف أهله، فمن غير الشاب الذي رافق والده المؤسّس، المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، وهو في ميعة الصّبا، يصلح لقيادة هذا المركز وتسيير دفّته؟
ما يثلج الصدر وينعش النفس، أن المركز ليس مجرّد بناء تحيطه الجدران، وتملأه المكاتب وأجهزة الحاسوب، ويغشاه «موظفون» يقضون ساعات محددة، ويذهبون في سبيلهم، إنه «بيت للحكمة»، وهي مكتبة تعرض عدداً من المؤلفات والمصنفّات، وتعتبر منصة للتزوّد بالمعرفة حول مختلف المواضيع المتعلقة بالشباب العربي. تضم المكتبة مؤلفات في مختلف مجالات الأدب والعلوم والتكنولوجيا والأعمال والتطوير الذاتي ومهارات التواصل والخطابة وغيرها الكثير.
إن تضمين مساحتي «المتنفّس» و«الصالون» المصممتين لتعزيز الحوار وتذوّق الأدب، ما هو إلا لتوفير مساحة للراحة والترفيه لتشجيعهم على الإبداع والإنجاز وفق أعلى المواصفات والمؤشرات العالمية التي اعتادت دولتنا التربع على عرشها.
بالشباب تعبر الإمارات إلى المستقبل، وبهم تسبر أغواره، وتحلق نحو الكوكب الأحمر، وتحقق كل طموحاتها وآمالها، ما يزيدها ألقاً على ألق، وتفوقاً سنلمس نتائجه عما قريب.

ebnaldeera@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى