الضاحك الباكي
محمود الربيعي
نعم كرة القدم فوز وخسارة، ولا عجب في مفاجآتها، فهي جزء أصيل منها، بل إن هذه المفاجآت هي صانعة المتعة ومحركة الإثارة بين الجماهير.
ورغم ذلك فإن لمفاجأة فريق خورفكان عندما هزم الشارقة وأعاده للمركز الرابع بدلاً من الصدارة، وقعاً آخر غير معتاد، والسبب مدرب وطني اسمه عبد العزيز العنبري.
معلوم أن العنبري هو ابن الشارقة المدينة والفريق، ومعلوم أيضاً أنه حقق لها بطولة الدوري مؤخراً بعد سنوات عجاف، ثم ترك، فذهب مدرباً لفريق خورفكان. في آخر ثلاث جولات تقريباً لم يحقق الخور الفوز وتراجع بشدة، ولم يكن أحد يتوقع أن تكون العودة على حساب فريق الشارقة الذي يسعى جاهداً للقب هذا الموسم، ليتوقف ويتراجع في توقيت صعب، بينما في التوقيت الصعب نفسه يلحق خورفكان بنفسه حتى لا يذهب بعيداً إلى أسفل.
العنبري إذن هو الذي فجر كل شيء، براكين الغضب لدى الشرقاوية، وآهات الانتصار والفرح العارم لدى أبناء خورفكان، أمام العنبري فتكاد تشعر بالمتناقضين في داخله، فهو السعيد لانتصار فريقه، وهو الحزين لخسارة فريقه القديم الذي تربي في أحضانه وحقق معه البطولات لاعباً ومدرباً.
العنبري هو الضاحك الباكي، الذي أعلى شرف المهنة، وأعاد نفسه مرة أخرى إلى الواجهة بانتصار مدو، لا يذهب أدراج الرياح سريعاً، بل هو من نوع الانتصارات التي تبقى عالقة، بل تتسبب في مكانة جديدة لصاحبها.
وعلى نفس القدر من الإثارة كان فوز الوصل على النصر، وهو فوز غير اعتيادي هذه المرة لأنه ذهب بالإمبراطور إلى المركز الثاني وبفارق نقطة وحيدة عن الصدارة، وهو من نوعية الانتصارات الرافعة وذات التأثير لأنه جاء على حساب النصر، حيث الديربي القديم الجديد الذي لا يصدأ ولا يموت. ومما زاد من قيمة الانتصار شيئان أولهما:
إنه تحقق في حضرة الجماهير الوصلاوية التي ملأت المدرجات وهتفت وتغنت كما لم تفعل من قبل، وثانيهما: إن الفريق الوصلاوي كان على العهد قدم مباراة استثنائية وأكد إنه منافس خطير على اللقب الذي يتقدم إليه خطوة خطوة.
آخر الكلام
العنبري الذي فجر براكين الفرح والغضب وكان الوحيد الضاحك الباكي، ولم يكن غريباً عليه أن يعلي شرف المهنة وهو الخلوق الذي يشهد له بذلك هذا وذاك.
# الوصل يرتقي، وعلي صالح أصغر كابتن في تاريخه يقفز فرحاً، والجماهير العاشقة تملأ المكان، وما بين الجماهير والارتقاء والقفز يأتيك موسم الإمبراطور، وياله من موسم.
*نقلا عن البيان الإماراتية