العالم في ضيافتنا

ابن الديرة
تزدحم أيام الإمارات بالخير والسلام والأمل وهي تحفل بهذا الكم الكبير من قادة العالم الذين يحلون ضيوفاً على قادتها.
أيام الإمارات تبعث الدفء في الأوصال المقرورة، فمن العاصمة أبوظبي التي غصّت بزائريها في مؤتمرات طبية واقتصادية وفعاليات شهر الابتكار، وتألق كورنيشها بعشرات النشاطات العلمية والثقافية والفنية، والرياضية، إلى دبي التي يستضيف فيها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اليوم 4000 مشارك من جميع أنحاء العالم.
هذه هي الإمارات، كما أرادها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وإخوانه المؤسسون، طيّب الله ثراهم، وهذا هو «عام زايد»، كما وجه به راعي الدولة ورئيسها صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وهذه هي كما يصبو القائد الفذّ صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى أن تكون عليه، بلد التسامح والتعايش والمحبة، وقبول الآخر، بصرف النظر عن عرقه أو جنسه، أو دينه، أو انتمائه، إلا من تبنّى التطرف والغلوّ والتشدد والإرهاب، منهجاً وديدناً، فهذا لا مكان له في أرض الإمارات.
قبل أيام حل علينا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وبعده بيوم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وفي الأمس رئيسا وزراء الهند وفرنسا وعشرات كبار الضيوف من جميع أنحاء العالم في القمة الحكومية التي تلتئم اليوم وهي عاقدة العزم على أن تكون دورتها السادسة نقطة انطلاق مهمة في اختصار الطريق إلى المستقبل، وتوفير كل مقومات التغيير الناجح للوصول بحياة البشر إلى مستويات معيشية أكثر يسراً ورقياً، عبر تطويع السياسات الحكومية لهذه الغاية النبيلة.
ورغم أن الشعار أخلاقي وإنساني وإيجابي، إلا أن واقع العلاقات الدولية الحالي، بصراعاته وحروبه ومؤامراته ودمويته، يجعل المهمة شاقة أمام كل النوايا الطيبة التي يبديها المخلصون، أمثال القيادة الحكيمة في الإمارات، التي تسلك كل السبل من أجل الوصول إلى علاقات دولية سلمية، إنسانية، منتجة لصالح البشرية، وتبذل الكثير من الجهد والإمكانيات لتقريب السياسات العالمية المتناحرة والمتصارعة، التي تستنزف طاقات الدول، وتعيق تقدمها.
لتحقيق النجاح المنشود وتغيير السياسات العالمية لصالح الارتقاء بالمستويات الحياتية للناس، يجب أن يعمل قادة الحكومات الذين ستحتضن دبي اجتماعاتهم اليوم، على تقريب سياسات دولهم، وتنسيقها، ومحاولة توحيد ما يمكن الاتفاق عليه منها، بنوايا صادقة ومخلصة، تؤمن كما آمنت القيادة الرشيدة في الإمارات، بضرورة حشد كل الطاقات والإمكانيات في معركة صراع الإنسان لتحسين ظروفه المعيشية.
عطاء الإمارات مستمرّ والخير دفّاق، والمستقبل واعد بصور أكثر إشراقاً.
ebnaldeera@gmail.com