الكرة الإماراتية وقاموسها
جاسب عبد المجيد
ارتفعت الأصوات النقدية ضد لاعبي الأبيض بعد الخسارة من المنتخب الإيراني بهدف دون مقابل، وتجاوز بعض النقد حدوده ومعاييره، واحتلت السخرية مكاناً واضحاً لها في الانتقادات الأخيرة الموجهة للمنتخب ولاعبيه وجهازه الفني، وطالت أيضاً المستوى الفني للمسابقات المحلية.
ما نعرفه أن النقد ليس تشخيص العلل فحسب، بل أيضاً تسليط الضوء على أهم الحلول التي يمكن أن تعالج الخلل وتُحّسن الأداء والنتائج، لكننا نسمع صراخاً نقدياً مدوياً ولا نرى دواءً شافياً. الحقيقة أن منتخب الإمارات قدم أداءً جيداً أمام نظيره الإيراني، وأدى اللاعبون المباراة بروح الفوز، وليس بروح الخسارة، لذلك، من غير المنصف لومهم بطريقة قاسية.
كلمّا يخسر المنتخب أو يتعثر تظهر نغمة رواتب ومكافآت اللاعبين في الأندية، وهذا الأمر لم يعد مقبولاً، فكل اللاعبين في العالم يتقاضون رواتب ويحصلون على مكافآت وغيرها، وليس كل المنتخبات تتأهل إلى كأس العالم. علينا أن نتكاتف مع الأبيض في جميع الحالات ونقدم الدعم اللامحدود للاعبين، وإذا كان هذا الأمر يصعب على البعض، فعليه عدم الذهاب إلى الملعب، لأن المنتخب في حاجة ماسة إلى مشجعين في المدرجات وليس لمنتقدين.
الجميع يعرف أن الأبيض ربما يتأهل وربما لا، لذا، علينا أن نستعد للحالتين بروح رياضية، وإذا كان النقد ضرورياً، وهو كذلك، فلا بد من ممارسته بالطريقة التي تلبي معاييره وليس بأسلوب يجرح مشاعر اللاعبين والعاملين في المنتخب.
الكرة الإماراتية في حاجة إلى مواصلة العمل والحضور وصناعة المواهب، وخيار الاستسلام ليس له وجود في قاموسها، من هنا، على المشجعين أن يُحّفزوا روح العطاء لدى اللاعبين ويمتنعوا عن بث اليأس ونشر التغريدات المتشائمة.
أمام الأبيض 7 مواجهات قوية جداً، وعلى عشاق الكرة الإماراتية أن يساندوه بكل الطرق، فالتقليل من شأن اللاعبين يزرع في نفوسهم اليأس والتشاؤم، ويجعلهم يؤدون بروح مضطربة لا يمكن أن تحقق النصر.
*نقلاً عن الرؤية الإماراتية