غير مصنفة

الكفاح من أجل حقوق الإنسان

لان شينزن*

لا تزال كثير من البلدان النامية تكافح من أجل استقلالها وتنميتها. ولذا فإن من غير الإنصاف، أن تقاس أوضاع حقوق الإنسان في العالم النامي وفق المعايير الغربية.
ظلت حقوق الإنسان منذ فترة طويلة محوراً للنقاش في المجتمع الدولي. وتخضع الحجة في حقوق الإنسان لهيمنة الدول المتقدمة الغربية، التي عادة ما تلوم الدول النامية في هذا الصّدد.
ولكن مثل هذه الاتهامات ليست منصفة للعديد من الدول النامية. ولا سيّما أن الدول الغربية أيضاً، لديها مشاكل مختلفة تتعلق بحقوق الإنسان. وهي في أغلب الأحيان، تفرض معايير مزدوجة عند التعامل مع المشكلة.
هنالك جوانب كثيرة لحقوق الإنسان. وما من شكّ في أن الحق في العيش والحق في التنمية، هما من حقوق الإنسان الأساسية. وتبذل البلدان النامية جهوداً لتحسين حياة الناس وحماية حقوق الإنسان منذ أن أحرزت التحرر الوطني والاستقلال. وفي غضون تلك العملية، جرّبت كل دولة نامية أيضاً مناهج مختلفة بحثاً عن الطريقة التي تناسب ظروفها الوطنية.
ومع التنمية والتطور عبْر قرون عدة، تبوّأت البلدان الغربية مواقع رائدة من حيث القوة الوطنية والاقتصاد والمجتمع والثقافة ومستويات العيش. واليوم، لا تزال كثير من البلدان النامية تكافح من أجل استقلالها وتنميتها. ولذا، فإن من غير الإنصاف أن تقاس أوضاع حقوق الإنسان في العالم النامي وفق المعايير الغربية.
واستناداً إلى هذه الخلفية، يُعتبر أول «منتدى لحقوق الإنسان، في دول الجنوب»، الذي عُقد في بكين في 7 و8 ديسمبر/‏كانون الأول، مهمّاً لجميع البلدان النامية. وفي إعلان بكين الصادر في المنتدى، اتفق جميع المشاركين، ومن بينهم مسؤولون وعلماء وممثلون لأكثر من 70 بلداً ومنظمة دولية، على أن الحق في العيش والحق في التنمية هما الحقان الأساسيان من حقوق الإنسان. ودعوا المجتمع الدولي إلى احترام إرادة الدول النامية في مجال تنمية حقوق الإنسان.
ويُقرّ إعلان بكين بإنجازات الصين في تنمية قضية حقوق الإنسان فيها بناءً على ظروفها الوطنية.
ويمثل الحدّ من الفقر أبلغ دليل على تقدم الصين في مجال حقوق الإنسان. فعلى مدى الأعوام الثلاثين الماضية، أو أكثر، منذ بدء الإصلاح والانفتاح، تمّ انتشال أكثر من 700 مليون صيني من الفقر. وكان عدد الفقراء في الأرياف قد هبط إلى 55.75 مليون نسمة بحلول عام 2015، مع انخفاض نسبة الفقر إلى 5.7%،
وينبغي على المجتمع الدولي أن يعزز الجهود المشتركة، بدلاً من تأجيج حجج الدول بعضها ضدّ بعض. في ما يتعلق بتنمية حقوق الإنسان. وتحت شعار «بناء مجتمع يتشارك المستقبل من أجل الإنسانية: والفرص الجديدة لتنمية حقوق الإنسان في ما بين دول الجنوب»، شكّل المنتدى منبراً جديداً للدول النامية للتعاون في مجال حقوق الإنسان. وكما أكد إعلان بكين، «فإن التعاون في ما بين دول الجنوب، يشكل وسيلة مهمة لتعزيز التنمية والتقدم في مجال حقوق الإنسان في البلدان النامية».
ولا يمكن إنجاز حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، من دون الجهود المشتركة للبلدان النامية، التي تعُدّ أكثر من 80% من سكان العالم. وقد قدّمت الدول النامية إسهامات مهمة لتنمية حقوق الإنسان في الماضي. ومارست مقاومة قوية في محاربة الفاشية، والنزعة العسكرية، والاستعمار والهيمنة وأنواع التطرف المختلفة. وشاركت أيضاً في التوقيع على سلسلة من الوثائق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، بما في ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإعلان الحق في التنمية.

*كاتب صيني موقع: مجلة بيجين ريفيو


Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى