قضايا ودراسات

الكون بين يدي الطفل

عبد اللطيف الزبيدي

كيف يمكن أن تستعرض في عمود ألفاً وعشرين كتاباً، في العلوم فقط، وضعتها دور النشر الفرنسية على درب الصغار، بين السادسة والعاشرة، وهم يعودون إلى المدارس 2018؟ تلك دور النشر الرائدة من قبيل «جاليمار» و«فايار»..
هذه المرة، سيلقى القلم إلى أم قشعم، بمعايير الانضباط في كتابة العمود؛ إذ لا يجوز الإسهاب في الاستشهاد. إذا كنت جنابك قادراً على ضغط 1020 عنواناً في ثلاثمئة كلمة فأفدنا، أفادك الله. أأستعرضها؟ لو استعرضتها «أشفي غليلي». أضعف الإيمان هو أن يؤسس العرب «بيت الحكمة» لترجمة هذه الروائع العلمية لأطفال الأمة، إذا تعذر الجهد الجاد الابتكاري الإبداعي.
لن نجازف إلى حد إغراق المساحة بالعناوين، لكن لا مفر من الاستفزاز التحفيزي لدور النشر، بما تيسر من الموقظات خيال الطفل، وزرع روح الاكتشاف في ذهنه.
قبل ذلك لا بد من الإشارة إلى الإحساس بالمسؤولية الثقافية لدى دار «جاليمار» بالذات، التي عهدت قبل سنوات إلى نخبة من المستشرقين المتخصصين في اللغات الشرقية، بترجمة منتخبات من أعظم الأعمال الأدبية في المشارق، وإعدادها بأسلوب جذاب للصغار. هذه رسالة تتجاوز بما لا يوصف مجرد النشر التجاري.
عظمة وأيّ عظمة، أن تسخّر مواهب مستشرق لإعداد كتيب صغير لصغار شعبك. هم يدركون أن الطفلة هي من ستمسك بمقاليد مستقبلهم، وأن الطفل هو ربان سفينة غدهم، لهذا يجب تأهيلهما بالعلوم والمعارف الإنسانية. هكذا تُبنى النظرة العالمية. من هذه العناوين التي لا يعود بها الصغير صغيراً: الأرض والحياة والكون، الفضاء، الدماغ، تاريخ الكون، كيف يعمل: 250 مادة لليوم والغد، البراكين، الضوء، أنت ترهقني بالأسئلة، الطائرات، 40 عالماً وباحثاً، التجارب العلمية الأسهل في العالم، لا سبيل إلى إيقاف التقدم، مختبر جيولوجي للصغار، مغامرة الكهرباء: من الصاعقة إلى الحاسوب، المفاهيم العلمية الكبرى، مغامرة علم الوراثة وعجائبه، النظام الشمسي، مستقبل المناخ، الماء، مختبر الطاقة: 40 تجربة طريفة، الروبوتات، الكوارث الطبيعية، الإخفاقات العلمية: طرائف عن الباحثين في مجالات شتى، 100 تجربة علمية، خداع البصر، البحث العلمي: شغف ومتعة ولعب، كيف تصبح عبقري رياضيات: 50 تجربة طريفة، رحلة في الهندسة، الرصد الجوي، أطلس الغيوم.
تلك قطرات من بحر. الأهم هو أن واضعي هذه البدائع متخصصون في العلوم، كل في مجاله. بعضها اشترك اثنان أو ثلاثة في إنجازه. هكذا الإنجاز.
لزوم ما يلزم: النتيجة المستقبلية: تكبر الأوطان على قدر تأهيل صغارها.

abuzzabaed@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى