المخدرات عدو للبشرية
ابن الديرة
لا يختلف العقلاء على أن المخدرات بأنواعها ومسمياتها المختلفة سلعة رديئة، مهلكة للصحة ومبددة للأموال، ومخربة لاقتصادات الدول، ومدمرة لطاقات شبابها الخلاقة، وهي بذلك عدو للبشرية أينما كانت مواقعها واتجاهاتها وانتماءات أفرادها، ولا سبيل للفكاك منها ووأدها إلا بإلغاء الطلب عليها ولو بالتدريج، إلى الوصول للاستغناء عنها نهائيا، وفي هذه النتيجة انتصار للبشرية يفوق انتصاراتها التاريخية على النازية والفاشستية إبان الحرب العالمية الثانية.
وللوصول إلى تحويل المخدرات إلى سلعة بالية، شدية الخطورة والضرر، يجب أن تكون هناك جهود موازية للحرب المباشرة التي تشنها الدول وادارات مكافحة المخدرات على المستوى العالمي ضد عصابات مزارعي الموت وتجاره وموزعيه حول العالم، تنصب هذه الجهود على محاولات تقليل الطلب على هذه السلعة الخطيرة، تمهيدا لإلغائه تماما، وفي ذلك أكبر انتصار على مافيا المخدرات العالمية.
التحصين الفاعل للشباب يؤتي ثمارا طيبة بحملات توعية منظمة ومدروسة تخاطب العقل والعاطفة معا، فإلى جانب أن المخدرات عدو للصحة والإقتصاد، فإنها معول هدم للوطن، وكل شاب يضع بسلوكياته مدى انتمائه الوطني وحبه لبلاده على محك الإختبار، فلا يمكن إدعاء الوطنية وتناول المخدرات والإدمان عليها، وتغييب العقل وتدمير القوى، فالضدان لا يلتقيان، يتصارعان، وأحدهما يلغي الآخر: إما مع الوطن وحينها لا للمخدرات، وإما مع سموم الموت ووقتها لا للوطن والوطنية.
الإقبال على المخدرات ليس أيضا من الأخلاق والتعاليم الدينية الحميدة التي تنهى عن كل ما يمكن أن يقود إلى التهلكة، والتقرب إلى الله يقود طواعية إلى الرحمة والتسامح والمحبة والخير وكل القيم الإنسانية الجميلة، وضد العبث وإلغاء الذات.
واهتمام الدولة ومؤسساتها والقطاع الخاص بتوفير مراكز علمية وترفيهية للشباب، يتعلم فيها الإبداع والتميز، ويكتسب الصفات القيادية التي ترفع من درجة ثقته بنفسه واعتزازه بها، وترفعه عن القيام بصغائر الأمور لأنها تناقض أساسيات شخصيته، ويمارس هواياته وينميها، ويصادق الكتاب عبرها باعتباره خير جليس، جميعها تشكل حصنا منيعا عصيا على تجار الموت، لا يستطيعون الإقتراب منه.
والبيئة التي يعيش فيها الشاب يجب أن تكون إيجابية، تساعده على اتخاذ الموقف المعادي المطلوب للمخدرات ومروجيها، بدءا من أسرة واعية متفتحة يعيش فيها، وتشكل مرشدا ناجحا له، مرورا بالمؤسسات التعليمية التي تربيه على الفضيلة وتعمق انتماءه الوطني، وتزيد رصيده العلمي، وليس انتهاء بجهات العمل والأندية الثقافية والرياضية وغيرها، تشكل كل منها رصيدا إضافيا يحصن الشاب ويحميه.
الشباب والوطن ثروة غالية يجب الحفاظ عليها، وحمايتها وتنميتها.
ebn-aldeera@alkhaleej.ae