غير مصنفة

المشرِّعة الألمانية الموالية لـ «إسرائيل»!

علي أبو نعمة*

المشرّعة بياتريكس فون ستورتش، عضو البرلمان الألماني، التي تنتمي إلى النازيين الجدد، التي اتهمتها الشرطة بالتحريض على الكراهية ضد المسلمين، من كبار أنصار «إسرائيل».
تم تعليق حساب المشرعة، بياتريكس فون ستورتش، على «تويتر» و«فيسبوك»؛ بعد أن وجهت انتقاداً حادّاً للشرطة في مدينة كولونيا؛ بسبب تغريدة- ضِمن تغريدات عديدة كتبت بلغات مختلفة- تتمنى لسكان المدينة، باللغة العربية سنة جديدة سعيدة، وجاء فيها:
«تتمنى الشرطة في كولن لجميع الناس في منطقة كولن وليفركوزن والمدن الأخرى احتفالاً سعيداً بعام 2018 الجديد».
وقد ردّت فون ستورتش على التغريدة، متهمة شرطة كولونيا بمحاولة «استرضاء حشود المغتصِبين الجماعيين المتوحشين، من الرجال المسلمين».
وكانت تلك إشارة في ما يبدو لسلسلة من اعتداءات جنسية مزعومة، ألقي اللوم فيها على رجال من بلدان ذات غالبية مسلمة في المدينة عشية رأس السنة قبل عامين، التي أثارت يومئذٍ ادعاءات مبالغ فيها أو زائفة بصورة مباشرة ضد المهاجرين في أجزاء أخرى من ألمانيا.
وقدمت الشرطة شكوى جنائية ضدّ ستورتش؛ بسبب خطاب الكراهية.
وقد حُذفت مشاركاتها؛ بموجب قانون جديد خاص بخطاب الكراهية على الإنترنت، الذي أشار المدافعون عن الحريات المدنية إلى أنه يفوض شركات التواصل الاجتماعي تنفيذ الرقابة نيابة عن الحكومة.
ستورتش هي نائبة زعيم حزب البديل لألمانيا، وهو الحزب النازي الجديد، الذي فاز بما يقرب من 100 مقعد في الانتخابات العامة في ألمانيا في سبتمبر/‏أيلول الماضي، ما أثار فزع الجالية اليهودية في البلاد.
وعلى غرار نظرائهم النازيين الجدد، الذين انضموا للتوّ إلى حكومة النمسا المجاورة، يتزلف أعضاء حزب البديل لألمانيا إلى «إسرائيل»- في موقف مُحبٍّ للسامية، يهدف إلى تجديد صورة اليمين المتطرف المعادي للسامية، باعتباره مدافعاً عن اليهود ضدّ تهديد المسلمين المزعوم.
وقد بادلهم العناقَ ساسة في حزب الليكود الحاكم في «إسرائيل». وكانت ستورتش، وهي حفيدة آخر وزير مالية في حكومة هتلر، قد قالت لمجلة «جيروزاليم ريبورت» («الإسرائيلية) في سبتمبر/‏أيلول الماضي «إننا، لأسباب تاريخية وثقافية، سوف نتطلع دائماً لعلاقات طيبة وتعاون وثيق مع «إسرائيل»».
وكانت صريحة جدّاً، ليس فقط في دعم حزبها ل«إسرائيل»؛ بل أيضاً في القول إن كراهية المسلمين هي إحدى القيم التي تتشارك فيها مع الأيديولوجية الصهيونية».
ويعكس ذلك أصداء الخط، الذي يمثله الديماغوجي النازي الجديد، الأمريكي، ريتشارد سبينسر، الذي يتحدث عن اليهودية باعتبارها، نموذجاً رئيسياً لنوع الوطن الآري، الذي يسعى إلى خلقه تحت ستار الحفاظ على الثقافة «الأوروبية».
وليس من المستغرب أن مقابلة ستورتش مع مجلة «جيروزاليم ريبورت»، حظيت بالاستحسان والترويج من قِبل موقع «بريتبارت» على الإنترنت، وهو منبر رئيسي للعنصرية وتفوّق العرق الأبيض.
ويستغل الزعماء «الإسرائيليون» بصورة عادية، الهجمات العنيفة في أوروبا؛ لإذكاء نار العداء للمسلمين؛ وتبرير العنف «الإسرائيلي» ضدّ الفلسطينيين.
ولكن يبدو أن هنالك شروخاً في الصورة القاتمة. فوزير الخارجية، سيغمار غابرييل، يتعرض لهجوم مكثف من قِبل «إسرائيل»؛ لإقراره حقيقة بسيطة. وقد اتهم جلعاد إردان، وزيرُ الأمن العام «الإسرائيلي»، والمسؤول أيضاً عن محاربة حركة «المقاطعة وسحب الاستثمارات والمقاطعة»، غابرييل بالمشاركة في خطاب «يشوّه سمعة الدولة اليهودية وينزع الشرعية عنها».
وكان غابرييل قد قال لمجموعة من ممثلي المسلمين في ديسمبر/‏ كانون الأول، إنه عندما زار مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة قبل بضع سنوات، ذكّره ما شاهده بالفصل العنصري.

*صحفي عربي أمريكي. موقع: إلكترونيك انتفاضة


Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى