النوم في القصر
طوني فرنسيس
وعد رئيس الحكومة المكلف أنه سينام في قصر بعبدا حتى الانتهاء من مهمته في تشكيل الحكومة، وقبله وعد رئيس الجمهورية أنه سيواصل النوم في المكان عينه اذا لم تتشكل حكومة كاملة الأوصاف تتسلم مهام الرئاسة في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية.
لم يصدر عن بعبدا موقف محدد بشأن نوم صاحب الدولة في القصر. لا لائحة بالتكاليف ولا بالأسعار ولا تفاصيل عن خدمة الضيوف، ومن السراي لم يرشح شيء عن مدة الإقامة على التلة وما اذا كانت ستبلل نهاية شهر أيلول أو ستستمر طيلة تشرين فيحل الرئيسان سعيدين في دارة واحدة.
لكن دعنا من المزاح في زمن الضيق واسترجاع الحقوق بالقوة كما يحصل في البنوك. فالحكومة باتت ملحة بعض الشيء ولكن ليس قبل التعازي بالملكة وزيارة نيويورك، اي ان البحث فيها سيبدأ في الأسبوع الأخير من أيلول، فإذا ولدت مطلع تشرين سيأخذ وقتها في إعداد بيان وزاري مليء بالوعود لتمثل بعده أمام مجلس نيابي يفترض أن يكون منصرفاً بالتمام والكمال لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ستتحوٌل مهمة المجلس من انتخاب رئيس إلى انتخاب حكومة رؤساء، فالمؤسف أن فكرة انجاز الحكومة لا تقوم الا على افتراض وحيد وهو الشغور في رئاسة الجمهورية، وليست الايجابيات التي ستتوج بنومة القصر سوى اتفاق على تنظيم الشغور بتشكيل حكومة رؤساء تستمر في إدارة الانهيار إلى ما شاء الله.
هذا التوجه سيكون إساءة إضافية لكل النظام السياسي عدا عن أنه إهمال متعمد لكل الازمات التي يعانيها اللبنانيون، فخلافات السلطة الفوقية في بلد مأزوم مثل لبنان، تزيد في تحلل الإدارة والمؤسسات وتسرع الانهيار التام، ونحن لسنا بلجيكا التي تبقى شهوراً بلا سلطة سياسية مركزية، من دون أن تتأثر حياة الناس اليومية بسبب استمرار الادارات في مهامها.
في لبنان يحصل النقيض. يستبدلون الرئيس برؤساء فيلغون الحكومة والرئيس وينسفون الإدارة من أساسها.
* نقلا عن “نداء الوطن“