الهولوكوست!
أسامة الغزالي حرب
«الهولوكوست» هى كلمة ألمانية معناها الحرق الجماعى، وفى سياق أحداث الحرب العالمية الثانية تشير إلى الإبادة الجماعية التى ارتكبها القائد النازى الألمانى أدولف هتلر ضد اليهود الأوروبيين، فى خلال الفترة الممتدة بين 1941 و1945 فكانت أحد أكبر جرائم الإبادة الجماعية فى التاريخ البشرى. لقد اعتبرت الأيديولوجيا النازية أن الأمة الألمانية عرق نقى، من حقه أن يسود العالم، وأن يلفظ أو يتخلص من الأعراق الخليطة مثل البولنديين والغجر واليهود والسلافيين والإفريقيين…، وأن بعض فصائل المجتمع حتى إذا كانوا من العرق الآرى مثل المثليين جنسيا والمجرمين والمعاقين جسميا أو عقليا والشيوعيين والليبراليين (!) وشهود يهوه وكل المعارضين للفلسفة النازية هم من طبقة دون البشر أو تحت مستوى البشر! لقد تعرضت كل تلك الفصائل للإبادة على نحو فظيع، وتمت آلاف العمليات الجراحية والطبية لمنع 400 ألف معاق ذهنيا من الإنجاب، واستعملت أساليب القتل الرحيم! لإنهاء حياة الآلاف من المصابين بعاهات لا أمل من الشفاء منها ومعاقين ومرضى نفسيين. غير أن جريمة النازية الأكبر كانت هى ضد اليهود… وبعد فترة قصيرة من وصول النازيين للحكم فى ألمانيا فى أبريل 1933 بدأوا بإعلان مقاطعة الأعمال والمنشآت التى يملكها اليهود فى ألمانيا، وانتشرت عملية رسم نجمة داوود السداسية الأضلاع على أبواب ونوافذ مساكن ومحال اليهود، مع شعارات مقاطعة اليهود باعتبارهم البلاء الذى أصيبت به ألمانيا! وبدأت عمليات الإبادة المنظمة لليهود فى غمار الحرب العالمية الثانية فى 1941، حيث شرع النازيون فى إقامة غرف الإبادة الجماعية عن طريق غاز أول أكسيد الكربون، وأقيمت ستة معسكرات من هذا النوع كلها فى بولندا، فى كل معسكر كانت توجد المحارق، أو مستودعات الغاز التى يتسع كل منها لنحو 2500 شخص. كان السجناء ينقلون إلى المعسكرات عن طريق السكك الحديدية، ثم يساقون إلى غرف غاز السيانيد السام أو غيرها، وبعد مقتلهم كانت الجثث تنقل إلى المحارق لحرقها فى نفس المباني… كم عدد اليهود الذين تمت إبادتهم.. التقدير الشائع هو أنهم نحو ستة ملايين!! تلك هى بإيجاز شديد حكاية المحرقة النازية لليهود، التى يندى لها بلا شك ضمير البشرية فى كل العصور!
نقلا عن “الأهرام”