مقالات اجتماعية

الهيف والضيف والكيف ..

مطـر الكعبي

لا أعرف من المسؤول عن تحديد الأيام العالمية
ولا أشعر تجاهه بشيء من الإستياء ..!

ولكن من الواضح أن ( طاولته ) قد لا تخلوا من فنجان القهوه ، وهذا يجعلنا على معرفة بمزاجه ..!

الإنسان ( يُعرف ) بتفاصيله لا بمجرّد اسمه فحسب
فلو ( تعقبّتُ ) بقية أيامه العالمية، لتشكّل أمامي شخص مجهول الاسم ..!

أريد إخباره عن الإنسان متى سيعيش يومه العالمي ؟
رغم أنه يعتبر جزء من أيام كثيره، ولكن هذا لا يكفي ..!
أريد معرفة الإجابات لتلك الأسئلة الحائرة التي تبدأ بـ متى :

متى يخلوا معصم ( المظلوم ) من الأصفاد ؟
متى يتنفّس أنف ( المغترب ) هواء وطنه ؟
متى يكفّ بطن ( الفقير ) عن الضمور ؟
متى ( الطفل ) يبتسم للحياة دون أن تُبكيه الحرب ؟

فإن إستصعبنا الإجابة على تلك التساؤلات فعلى الأقل في أيامهم العالمية علينا أن نشعر بهم ،
لأن الضمير هو القاسم المشترك للإنسانية ..

أكثر ( الألعاب ) شعبيه .. كرة القدم .
أكثر ( المشاعر ) شعبيه .. الحُب .
أكثر ( الغازات ) شعبيه .. الأكسجين .
أكثر ( التقنيات ) شعبيه .. الإنترنت .
وأكثر ( المشروبات ) شعبيه .. القهوه .

نعم القهوة التي إستطاعت أن ( تغزو ) الشعوب من عمق الأرض إلى مزاج الإنسان ، ومن المزاج إلى الذاكرة والتركيز والحركة ..!

حتى ( المُسِنّ ) الذي يقلق من الخرف.. تظهر له القهوة كدواء ، فكلما ( إقترب )من القهوه ( إبتعد ) عن الزهايمر ..!

ما أنبل القهوه ..

فالقهوه هي الوجه الجميل للمنبّهات ،فإن أسهرتك الليل بداعي الأرق، فلا تقلق ..!

في النهاية هي لا تتخطّى حدود الطبيعة
لا تجعلك معرّض للإكتئاب وفرط الحركة المُبالغ به..!

رواجها ليس مُخالف للقانون، فهي ليست مخدرات ..!

لا تُخيّل إليك بأنك ( إمام ) عصرك ، أو تعتقد بأن لديك فراسه ..!
لا تجعل فمك مليء بالثرثره، ولا تُمارس ضدك الإضراب عن الطعام ..

لذلك أخبرك دون التعمّد لإظهار محاسنها..
بأنها المنبّه الجميل، والغير مزعج ..

أحياناً وجود القهوه بجانبي يُغنيني عن وجود البشر ..

لي قهوتي التي لا تأتي وحدها، بل برفقتها مزاج لطيف وخيال آسر ..

قهوه تحرق من أجلك البُن لتُشعل شموع سهره لا تُنسى ..
قهوه تقف بقدميك فوق أرضك ، وعقلك لا توقفه الأرض والحدود ..

كأنها قهوه تحتج على إجراءات الدول، وجوازات السفر ..

قهوه تُقلع في طائره ، أو تهاجر بـ باخره ..
قهوه تجوب العالم وتمارس عنك حق مزاجك في الحرية ..

في الختام ..

أقصى ما نستطيع فعله هو أن نحجز ( تذكرة ) لقطعة من الجسد ، حتى بات للعقل حق أن يُسافر تماماً كما يُسافر عند القراءه ،ولكن سفر بعدد صفحات وكلمات أقل ، وقهوه أكثر ..!

لست من عشاقها ولكني إستكثرت عليها كل هذا الدلال ، فالوقت الذي مازالت أسئلة ( متى ) بلى إجابة ..!

 

زر الذهاب إلى الأعلى