قضايا ودراسات

بانتظار تطبيق القرارات

رائد برقاوي

انتهت إجازة الصيف للكثيرين، وعاد الغالبية إلى البلاد مع بدء العام الدراسي، واستعادت حركة الأعمال نشاطها تدريجياً.
الموسم الجديد هذا العام يختلف عن سابقيه، فهو على موعد مع تشريعات وقوانين ومحفزات وتسهيلات جديدة أقرتها قيادة الإمارات في الأشهر الماضية.
تشريعات ومبادرات من شأنها أن تزيد دوران العجلة الاقتصادية في البلاد، وأن ترسخ النسيج الاجتماعي وتمتن الاستقرار للمقيمين في الدولة، وأن تنمي مساهمتهم في الاقتصاد، ومن شأنها أيضا أن تخفف الأعباء والرسوم وتقلص التكاليف التشغيلية لمزاولة الأعمال في القطاعات كافة.
نتحدث هنا عن قرارات لمجلس الوزراء والمجالس التنفيذية المحلية جرى اتخاذها قبل الصيف وأحيلت إلى اللجان المختصة لإصدار لوائحها التنفيذية تمهيداً لإطلاقها وتحويلها إلى حقائق تُمارس الأعمال على أساسها لمرحلة جديدة مِن النمو تحمل في طياتها تحديات واسعة النطاق محلياً وإقليمياً وعالمياً.
نتحدث عن حزمة واسعة مِن المحفزات تشمل السماح لمستثمرين عالميين تملك شركات بنسبة 100%، وعن تأشيرات إقامة للمستثمرين لعشرة أعوام، ومثلها للمتخصصين من أطباء ومهندسين ولأسرهم وغيرهم، وأيضاً عن تسهيلات للطلاب والمتفوقين.
نتحدث عن حزمة ال 50 مليار درهم التي أطلقتها أبوظبي والتي تحمل الطابع الاقتصادي لكن تأثيراتها الاجتماعية والخدمية والتنموية ستشمل ويستفيد منها الجميع في السنوات الثلاث المقبلة.
نتحدث عن مجموعة واسعة من مبادرات التحفيز في دبي التي وعدت بها الدوائر الحكومية وروجت لأهميتها وانعكاساتها الإيجابية بما يحقق مكاسب اضافية لحيوية دبي.
نتحدث أيضاً عن خطوات متقدمة تحفيزية أعلنتها بقية الإمارات في المسار ذاته لتعزيز تنافسيتها وتخفيض تكلفة الأعمال فيها.
كلها مبادرات مهمة تزيد تنافسية الاقتصاد الوطني الحيوي ، لكن الإسراع في تطبيق القرارات أهم من القرارات ذاتها، فالمتغيرات الاقتصادية العالمية لم تعد تقاس بالسنة والشهر ولكن باليوم والساعة.
منذ إعلان تلك القرارات انخفضت عملات الدول الناشئة المرتبطة مع أسواقنا بأكثر من 20 في المئة، وباتت اقتصادات دول عريقة على شفا الإفلاس، فيما أصبحت الحرب التجارية التي تشنها الإدارة الأمريكية على شركائها التجاريين وأقرب خلفائها حقيقة واقعة، أثرت وتؤثر في شركائنا التجاريين أيضاً.
عامل الزمن أساسي للنمو ،ونأمل عندما تطبق القرارات والمبادرات الحكومية على الأرض ستكون علامة فارقة في اقتصاد الإمارات للمضي به قدماً للوصول إلى مرحلة جديدة عنوانها الابتكار والتفوق والنمو.

barqawi04@hotmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى