مقالات عامة

بحاجة لمعلومات أكثر

ابن الديرة

المتابع لأخبار الحوادث والقضايا وأحكام المحاكم يشعر غالباً بحاجته إلى مزيد من المعلومات، تجيب عن كثير من الأسئلة التي تبرز وتبقى حائرة، تبحث عن إجابة دون جدوى.
فعندما نتابع حكماً على متسلل ارتكب جرماً أو مخالفة ما، تسدل الستارة على قضيته بمجرد الحكم عليه، وتنفيذه، وإبعاده إلى خارج البلاد على الأغلب، ولكن تبقى التساؤلات تدور حول من ساعد هذا المتسلل على دخول البلاد، وذاك الذي يسّر له السكن والطعام والشراب، ومن الذي فتح له باب العمل مخالفاً للقوانين ومشكلاً خطراً أكيداً على المجتمع، كل هؤلاء متّهمون بالمساعدة والتستر وتهيئة أفضل الظروف لارتكاب الجريمة بحق الآمنين، لكن لا أحد منهم يظهر في الصورة!
عمليات السرقة على اختلافها، سواء أكانت صغيرة أو كبيرة لم تكن لتتم، لولا أولئك المستترين في الظلام، ولا تكشفهم الأضواء، والأمثلة كثيرة ولا حصر لها، ومنها الأقرب الذين يسرقون شاحنات الديزل ويبيعون محتوياتها!
الذين يشترون الديزل المسروق هم الأكثر إجراماً في هذه القضية، ولولا تطوّعهم بشراء المسروقات، لما لجأ اللصوص للسرقة، فالبضاعة المسروقة إن لم تجد من يشتريها ويدفع ثمنها تكون بلا قيمة مهما كانت غالية في ثمنها واستخداماتها.
في المثالين، لو لم يجد المتسلل من يحتضنه، والسارق لو لم يجد من يجعل لسرقته ومسروقاته قيمة، لما أقدم الأول على التسلل وأراح أجهزتنا الأمنية من هذه الظاهرة الخطيرة، ولما لجأ الآخر للسرقة حتى لو كان معدماً وبحاجة، فالشركاء في مثل هذه الحالات، مجرمون ومدانون ويشجعون على ارتكاب مخالفات للقانون وعدم الالتزام بالأعراف الاجتماعية السائدة.
يجب دائماً البحث عن الشريك المختفي، المتستر، غير المباشر، ذاك الذي يقدّم خدماته لمخالفي القانون بوعي أو بدونه سيّان، فالنتيجة واحدة، أنه يشجع على ارتكاب الجريمة.
والطرف الثالث الضحية، يجب أن يتحمّل مسؤوليته أيضاً، فيعقلها ويتوكل، لكن لا يتوكل قبل أن يعقلها، فلا يترك سيارته في حالة تشغيل ليعود بعد دقائق ولا يجدها، أو يترك أشياء ثمينة أو مغرية داخل السيارة ليعود وقتما شاء، وقد تهشّم زجاجها واختفى كل ما بها، ولا يحوّل بيته أو شقته لخزانة مصفحة فيترك فيها مبالغ كبيرة ومجوهرات ثمينة، إن لم تسرقها الخادمة وتختفي، فستجد اللص القادر على اقتحامها وحمل كل ما خف وزنه وارتفع ثمنه.
الأمثلة كثيرة، العامل المشترك فيها نحن الجمهور الذين نستطيع فرض سيادة القانون بالتوعية وتقديم المثل الطيّب، القدوة، والالتزام بعدم تشجيع أي خارج على القانون، في مجتمع ينشد السعادة للجميع، والعيش الآمن المشترك لكل من يستظل بسماء الإمارات.
فمزيداً من الوعي والانضباط، لنحصد مزيداً من الرخاء وراحة البال والطمأنينة والأمان، ولنتحد جميعاً في صف القانون لا عليه، لأنه ينشد مصالحنا العامة.

ebnaldeera@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى