برشلونة الفاشل
حسن المستكاوي
** هذا ما يدفعه البطل. يوصف بأنه فاشل، إذا خرج من موسم دون لقب أو بطولة. فيما يوصف الفاشل المتعاقد مع الفشل بأنه بطل، إذا نجح فى البقاء بالدرجة الممتازة. بينما بعض المدربين يراهنون على فرق المنطقة الدافئة كما تسمى، فلا هى تتطلع للبطولة ولا هى تخشى الهبوط.. !.
** برشلونة ثانى أغنى أندية العالم، بعد ريال مدريد وقد حقق النادى الكتالونى حقق أرباحًا مادية زادت على نصف مليار دولار فى عام (نحو 9 مليار جنيه) ولكنه خرج هذا الموسم دون لقب كبير. خسر أمام يوفنتوس فى دورى أبطال أوروبا. وخسر لقب الليجا الذى ذهب إلى ريال مدريد ولم يبق له سوى فرصة الفوز بكأس ملك إسبانيا حين يواجه البطولة فى المباراة النهائية لها فى 27 مايو الحالى أمام فريق ألافيس..
** لويس إنريكى مدرب برشلونة يستعد للتخلى لأنه من وجهة نظر تاريخ النادى الكتالونى رجل فاشل، مع أنه ثالث مدرب فى تاريخ برشلونة من ناحية الإنجازات بعد جوارديولا ويوهان كرويف فقد فاز بثمانية ألقاب، وهو بالنتائج يستحق أن يستمر فى منصبه لكنه لن يستمر، وجارٍ البحث عن مدرب بديل جديد. بينما نذكر جميعا أن جوارديولا ترك تدريب برشلونة يوم نظر إلى عيون اللاعبين، فوجدها هائمة لا تلمع.. فشعر أن النهم للبطولة خف كثيرًا فقرر الرحيل والراحة وفيما بعد أفصح عن سر رحيله فى كتابه أسرار جوارديولا الذى نشرته دار الصفحة الأخيرة الإسبانية !
** مدرب كل فريق بطل يلعب على المركز الأول مثل مدرب برشلونة لا يعرف الراحة. هو دائما تحت ضغط المباريات والألقاب والبطولات، وتحت ضغط الجمهور وتحت ضغط النتائج وتحت ضغط الأداء الجميل الممتع وتحت ضغط الأرباح المالية. وتحت ضغط الإدارة وتحت ضغط الإعلام. وكذلك فإن مدرب برشلونة يعانى من ضغط من سبقوه. لكن الاستمرار أكثر مع برشلونة يتطلب جهدا ذهنيا وعصبيا يفوق قدرات البشر أحيانا.
** يتضاعف الإرهاق على المدرب حين يكون شخصًا لا يعرف الدبلوماسية، وصاحب قراره وسيد قراره. ففى عام 2015، قرر مرات، وضع ميسى فى الاحتياطى وتسبب ذلك فى أزمة حادة فى النادى كادت تكلفه منصبه.. فالجمهور يحضر المباريات كى يرى ميسى. ويدفع ثمن تلك الرغبة.
** يوما ما قال دونجا مدرب البرازيل تعليقا على تعليقات الصحفيين والمحللين على أداء الفريق: «نحن مطالبون دائما بالفوز ولكن على الرغم من تحقيقه فإنهم ليسوا سعداء لأننا لم نقدم آداء استعراضيا. وإذا قدمنا أداء استعراضيا، فإنهم ليسوا سعداء أيضا لأننا لم نهز الشباك 6 أو 7 مرات. وعندما نسجل 6 أو 7 أهداف، يقولون: إن المنتخب المنافس لم يكن جيدًا»..
** وأعلق أنا على دونجا.. وكأننى سمعت مثل تلك الشكوى من قبل هنا؟!
** والواقع أن الكرة الجميلة هدفا عندهم هناك فى العالم الآخر. فالكرة الجيدة تفرز تلقائيا النتائج الجيدة. النتائج نتيجة. والجمال فى الأداء يساوى المال. فكلما لعب فريق بإبداع وحقق انتصارات، فإنه يجنى ثمار هذا الإبداع..
** باختصار برشلونة فاشل لأنه الثانى. وليس الأول. لأنه وصيف وليس بطلا.. تلك ضريبة يدفعها المبدعون والرابحون والناجحون والأبطال بينما يحتسى الفاشلون من كأس الفشل كما يريدون دون أن يلتفت إليهم أحد ودون أن يكون فشلهم خبرا ولو كان خبرا صغيرا بجوار أخبار بورصة القطن..!
*نقلاً عن الشروق المصرية