بصمة زايد
شيخة الجابري
كانت آخر نقطة وصلناها ونحن نغادر متحف اللوفر في أبوظبي الذي سُعدنا بالتجوال فيه كمعلمٍ حضاري على أرض وطني الغالي وذلك بتنظيم من فريق مكتبة زايد الإنسانية بمؤسسة التنمية الأسرية وبرفقة مجموعة من الزميلات الموظفات في المؤسسة في يوم معرفي من الطراز الفاخر استمتع فيه الجميع بما شاهد، وكانت فرصة ذهبية للتعارف، وبث مزيد من أواصر الود بين أسرة المؤسسة.
الموقع الأخير الذي وصلناه كان الختام المسك الذي يحمل بصمات الوطن تاريخاً ماضياً، وحاضراً زاهراً، ومستقبلاً فاخراً وملهماً بإذن الله. هناك في تلك المنطقة الزمنية الوطنية تبدو في صدر المكان، وتحت سقف السماء العالية، وبين زجاج لا تملك إلاً أن تتمنى لو تلمسه محباً شاكراً وابناً باراً لوالد عظيم، وقائد ملهم، وإنسان نادر التكرار ترك بصمته لأبنائه لكي يقول لهم: هذه بصمتي تنبئ عن عملي، في كل شبر من هذا الوطن تتجلى فأين بصماتكم؟ وكيف ستكون مستقبلاً؟ هل ستركنون للعادي من الأعمال، والمكرّر من الأفعال أم ستفكرون بشكل ٍ مختلف، ستبدعون، وتتألقون، وتكونون مثالاً وقدوة لمن سيأتي بعدكم ؟ كأن بصمة «زايد الخير» في متحف اللوفر كانت تقول ذلك، تحاورنا، تستنطقنا، تستودعنا الأمانة التي وضعها بين أيدينا هذا الوطن العظيم، الوطن الذي يمثل الرقم الصعب على خريطة العالم، الوطن الذي يجتهد أبناء زايد في جعله المتفرد بجمال المنجزات، وتجاوز التحديات، والبناء للتاريخ، للمستقبل، للآخر، للذات، هكذا كانت بصمة «زايد» في المنجز الكبير «اللوفر» تحادثنا.
لقد جاءت فكرة «بصمة زايد» عميقة بما تحمل من مرامٍ وغايات، إنها تكرّس حضوره في قلوبنا وأرواحنا وألسنتنا التي تلهج بالدعاء له بأن يغفر له الله تعالى ويرزقه الجنة بما قدّم من أعمال، وما حقق من آمال، وما صنع لوطنه والعالم من أعمال جليلة، زايد الذي صنع التاريخ، لم يتوان، ولم يتراجع، توكل على الله تعالى وبإيمانه العميق وفلسفته الخاصة، ورؤاه العميقة وبشاعريته وثقافته أنجز ما وعد به، وحقق ما لم يُتوقع، غفر الله له ُوطيّب ثراه.
لقد كانت زيارتنا لمتحف اللوفر مميزة ورائعة، هو مشروع نعتز ونفخر بوجوده على أرض دولتنا الغالية، وعلى أبناء الوطن أن يبادروا إلى التعرف على هذا المشروع الثقافي المهم، بما يحمل في داخله من توثيق لحضارات وفي أطيافها، إنه الثقافة حينما تتجسد تحت قبة فنية بديعة تضم بين زواياها الحانية «بصمة زايد» طيب الله ثراه.
Qasaed21@gmail.com