مقالات عامة

تدفق النهر

هيا خالد الهاجري

جريان النهر يُشبهه تدفق الحياة وسريانها بانسجام مع كل ما في الكون ومن ضمنه الإنسان، فمن سنن الحياة التدفق والحركة بسلاسة، والإنسان الذي يُخالف هذه الحركة الطبيعية وسنن الكون، ويتحرك عكس جريان النهر، سيعاني الكثير ولن يعيش على طبيعته، ولن يحقق أحلامه ولن يصل إلى المكان الذي يريده إلا بصعوبة، وقد لا يصل مطلقاً، والسبب أنه يعاكس جريان نهر الحياة.
إذا تحرك عكس جريان النهر، فذلك سيكلفه الجهد والوقت ويستهلك طاقته، وكيف يعرف الفرد أنه يتحرك عكس جريان الحياة؟
إذا كان يطيل التفكير بالماضي وأحداثه ويشعر بمشاعر سلبية، أو التفكير والقلق على المستقبل، فهو عكس التيار، وإذا كان يقارن نفسه بالآخرين أو يطلق الأحكام على نفسه والآخرين فهو عكس التيار، وإذا كان يطيل التفكير في مشاكله دون التركيز على الحل فهو عكس التيار، وإذا كان دائماً غاضباً من الآخرين ولا يغفر ولا يسامح، فهو عكس التيار.
ومن يعش حياته في تحقيق أهدافه التي رسمها له الآخرون، دون النظر إلى ما يريده هو حقاً ويحبه، فهو عكس التيار. وعندما يرى الصفات السلبية في نفسه والآخرين، ويتجاهل الصفات الإيجابية، وينظر إلى النواقص في الحياة بدل الامتنان والشكر لله على النعم الكثيرة الموجودة، أو يجري خلف عقارب الساعة، ويعيش يومه بقلق وتوتر دون أخذ فترات للراحة والاسترخاء والهدوء؛ لإعادة طاقته لوضعها الطبيعي، فهو بالتأكيد عكس التيار.
وإن كان يعيش في الزمن؛ أي في الماضي أو المستقبل، ويترك الاستمتاع باللحظة الآنية، فهو في الاتجاه غير الصحيح.
باختصار ستكون منسجماً مع التدفق السلس للحياة ونهرها العذب، عندما تعيش اللحظة «هنا والآن»، وتحدد ما تريده في الحياة وما يحبه قلبك وتضعه كأهداف واضحة، وتُكثر من أوقات الاسترخاء والراحة والتأمل، وتهدئ من سرعة الأفكار وتزاحمها في ذهنك، وتكون راضياً وممتناً وشاكراً لله تعالى على نعمه الكثيرة.
امض مع سريان الحياة بحركة دائمة ومنسجمة، لتريح نفسك ويهدأ بالك.

haya171@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى