تراث مجهول لأحمد المدني
يوسف أبو لوز
أكثر من كاتب إماراتي أشاروا إلى رسالة الدكتوراه التي وَضَعها الشاعر أحمد أمين المدني (1931 – 1995)، أثناء دراسته العليا في جامعة كامبريدج، وجاءت بعنوان «فكرة التوحيد في الإسلام»، وكتبها د. المدني باللغة الإنجليزية، واستغرقت منه ست سنوات.
ويتساءل من كتبوا عن رسالة الدكتوراه هذه عما إذا ترجمت إلى العربية، ولكن قبل ذلك.. أين هذه الرسالة؟ هل ما زالت في أرشيف الجامعة؟ هل هي في حوزة ورثة الشاعر؟ فالرسالة على درجة من الأهمية الأكاديمية والثقافية، وفي الوقت نفسه، تؤشر على جانب علمي آخر في شخصية د. المدني هو البحث، هذا إذا لم يكن للمدني بحوث أخرى أكاديمية أو ثقافية لا نعرف عنها شيئاً، فضلاً عن ضرورة إلقاء الضوء على تجربة المدني الصحفية على قصر عمرها، ثم اهتماماته النقدية.
كل ذلك ذكرته هنا، لأمهّد للحديث عن علاقة د. المدني بالشاعر بدر شاكر السيّاب عندما كان يدرس في العراق في العام 1949
، وتحديداً في البصرة.
الإعلامي المصري المعروف عبد الوهاب قتاية كان عمل في الإمارات، والتقى الرموز الروّاد في الحركة الثقافية الخليجية، من بينهم د. المدني.
عبد الوهاب قتاية يسأل د. المدني: أنت عاصرت السياب أثناء دراستك في العراق، فهل عرفته وربطتك به علاقة؟ فيجيبه د. المدني قائلاً: «هذا أمر طبيعي، كان صديقي، وقد عرفته في البصرة عامي 1949 و1950
، حيث التقيت به في مكتبة شاعر يُسمّى هاشم الجواهري، حيث بدأت صلتنا وصداقتنا واستمرت حتى أتى إلى بغداد»، إلى أن يقول عن علاقته بالسيّاب: «كنت أتردد على بيته، ونجلس معاً أمسيات نتحدث ونتناقش، ويقرأ لي كثيراً من شعره، ويتحدث عن همومه وشؤونه الشخصية، وكنت أجد فيه الوداعة والرقة، وأجد شعره صورة معبّرة عن شخصيته».
هنا نتساءل مرة ثانية عن إمكانية وجود مراسلات بين د. المدني والسيّاب، وإذا لم تجر مراسلات بينهما، فالتساؤل قائم مرة ثانية عن إمكانية وجود أرشيف ما هو خلاصة لقاءات د. المدني مع السيّاب، وبخاصة بين عاميّ 1949 و1950.
هذه حلقة مفقودة في حياة شاعر من أبرز روّاد الشعر الحديث العمودي منه والتفعيلي في الإمارات والخليج العربي هو د. أحمد أمين المدني، والمطلوب، بخاصة من اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وندوة الثقافة والعلوم مثالاً، البحث عن التراث الأدبي المفقود والمجهول لصاحب «حصاد السنين»، ولعلّه أول ديوان صدر في الإمارات.
yabolouz@gmail.com