غير مصنفة

تكاليف السرطان الباهظة في دول «بريكس»

اليسون بيرْس*

الوفاة قبل الأوان، الناجمة عن السرطان والتي من المحتمل أن تكون قابلة لتجنبها تكلف عشرات مليارات الدولارات، على هيئة إنتاجية مفقودة في مجموعة من الاقتصادات النامية الرئيسية.
يحدُث أكثر من ثلثيْ وفيات السرطان في العالم، في البلدان النامية اقتصادياً، ولكن نادراً ما يتمّ تقدير التكاليف الاجتماعية لهذا المرض في هذه البيئات.
وفي ورقة نُشرت في 241 18، بمجلة علم الأوبئة السرطانية، نبيّن أن التكلفة الإجمالية لفقدان الإنتاجية بسبب الوفاة بالسرطان قبل الأوان، كانت في البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا المعروفة باسم مجموعة «بريكس» 46.3 مليار دولار أمريكي في عام 2012. (وكان هذا أحدث عام تتوفر فيه بيانات عن السرطان في جميع هذه الدول).
ودول بريكس مجموعة متنوعة من الدول، ولكنها أدرجتْ أصلاً معاً في مجموعة واحدة؛ لأنها كانت اقتصادات ناشئة صاعدة. وفي الوقت الحالي، تشكل الدول الخمس مجتمعة أكثر من 40% من سكان العالم، و25% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وتتميز جنوب إفريقيا بأعلى تكلفة لكل حالة وفاة بالسرطان (101 ألف دولار أمريكي)، بالمقارنة مع بلدان بريكس الأخرى. وتبلغ التكلفة فيها خمسة أضعاف التكلفة في الهند، التي كانت الأقل لكل حالة وفاة. وبسبب حجم سكان الصين الضخم، توجد فيها أكبر خسارة إجمالية (28 مليار دولار أمريكي).
وقد خلصت أبحاثنا إلى أن سرطانات الكبد والرئة، كان لها أكبر الأثر على الخسارة الإجمالية في الإنتاجية في جميع دول بريكس، بسبب كثرة حدوثها. وفي جنوب إفريقيا، هنالك خسائر عالية في الإنتاجية لكل حالة وفاة، بسبب شكل من أشكال السرطان، يتعرض له المصابون بالإيدز بوجه خاص؛ هو سرطان «كابوسي ساركوما».
وهذا يسلط الضوء على مدى انتشار وباء فيروس نقص المناعة البشرية؛ الإيدز، في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويؤكد بحثنا حقيقة أن السياسات التي تشجع على تغيير نمط الحياة، التي تقلل من خطر الإصابة بالسرطان، يمكن أن تكون لها آثار إيجابية على اقتصادات بلدان بريكس. ويمكن أن يؤدي الجمع بين مكافحة التبغ، وبرامج التحصين، وفحص السرطان، مع إمكانية الحصول على المعالجة الملائمة، إلى مكاسب كبيرة لكل من الصحة العامة، والأداء الاقتصادي.
وبالإضافة إلى التأثير على الصحة العامة، يفرض السرطان أيضاً، تكاليف اقتصادية على الأفراد والمجتمع. وتشمل هذه التكاليف الإنتاجية الضائعة، بسبب فقدان المجتمع لإسهام الفرد في الاقتصاد؛ لأنه مات قبل الأوان من السرطان.
وقد استخدمنا إحصاءات السرطان التي جمعتها الوكالة الدولية لبحوث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، للحصول على عدد الوفيات التي نجمت عن السرطان عام 2012 في كل بلد، ثم قدّرنا عدد السنوات الإضافية التي كان يمكن لكل شخص أن يكون منتجاً فيها (حتى بلوغ سن التقاعد المتوسط)، لو لم يمُت بالسرطان. وفي النهاية استخدمنا بيانات قوة العمل الوطنية، مثل معدل البطالة، ومتوسط الأجور، لتقدير سنوات الإنتاجية المفقودة.
في جنوب إفريقيا، كانت السرطانات الخمسة التي أسفرت عن أكبر فقدان في الإنتاجية هي سرطان الرئة، وسرطان عنق الرحم، وسرطان الثدي، وساركوما كابوسي، وسرطان المريء. وكان لسرطان الرئة، وسرطان عنق الرحم، أثر اقتصادي كبير بوجه خاص.
وفي البرازيل، أسفر سرطان الرئة عن أكبر الخسائر في الإنتاجية، وكانت معدلات البدانة المتزايدة بسرعة في البرازيل، عاملاً مساهماً أيضاً.
وقد أسهمت سرطانات الكبد، والرأس، وعنق الرحم، في عدد كبير من الوفيات في روسيا. وفي الهند، هيمنت سرطانات الشفاه والفم، على فقدان الإنتاجية.
وفي الصين كانت الإنتاجية المفقودة بسبب السرطان 26 مليار دولار أمريكي عام 2012؛ أي أكثر من جميع دول بريكس الأخرى مجتمعة. وكان ثلثا التكاليف في المناطق الحضرية 66%، وهي نسبة تفوق بكثير نسبة السكان الذين يقطنون المناطق الحضرية، وهي 52%.

*زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة سيدني
موقع: ذي كنفرسيشن


Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى