قضايا ودراسات

توازن أنظمة القيادة الذكية

بوب أودونيل

يتساءل الكثير من الناس حول إذا ما كانت السيارات ذاتية القيادة التي يستخدمها الكثير من الشركات حقيقية، بمعنى أن تكون الأنظمة الرقمية المخزنة فيها هي من تشغلها فعلاً مع الاستعانة بالإشراف البشري ضماناً للسلامة والأمن، ورغم ذلك فإن العديد من الخبراء المطّلعين في المجال يشيرون إلى شركات مثل أوبر تقوم بتطوير برامج ذاتية بالكامل، لا يمكن فيها التدخل البشري إلاّ في حالات الضرورة القصوى، الأمر الذي يؤدي إلى تخفيض عدد الموظفين المخصصين للإشراف على تلك البرامج.
وعلى الرغم من أن جميع أنظمة القيادة الذكية مزودة ببرامج حماية، إلاّ أنها غير مبرمجة على تحديد كل العناصر التي تهدد سلامة سير المركبة، ولكن الإجراءات والشروط التي تفرضها السلطات فيما يتعلق بأنظمة المكابح يبدو أنها أصبحت أكثر تحسناً فيما يتعلق بتماشي منتجي تلك الأنظمة معها، وهو ما يعني أيضاً الاستعانة بعدد أقل من الموظفين أيضاً.
هذا الأمر عزز من الشكوك التي تدور حول استيلاء أنظمة الذكاء الاصطناعي على الوظائف البشرية في ظل التقارير العديدة التي تشير إلى أن نسبة الوظائف التي ستستولي عليها الأنظمة الذكية بحلول العام 2030 ستبلغ 25 إلى 30% من الوظائف، ولكن أعتقد أن تلك المخاوف غير منطقية بسبب أن التطور التكنولوجي أثبت أنه داعم قوي للاقتصادات العالمية، وبالتالي خلق العديد من الوظائف البديلة، فقد أشرت في دراسة أجريتها مع مجموعة من الباحثين إلى أن كل وظيفة ستستولي عليها الأنظمة الذكية، ستوفر مقابلها وظيفتين في قطاعات مختلفة.
يجب ألا تمثل الاحتمالية الضئيلة للخطأ، مفاجأة لأي شخص ذي علاقة بتصميم أو تطوير السيارات الذكية، حيث إن مبدأ «السلامة أولاً» الذي يجب على المطورين ومنفذي برامج القيادة الذاتية العمل عليه، سيؤدي بشكل طبيعي على تفادي الكثير من الأخطاء. تواجه أنظمة القيادة الذاتية في الغالب بعض الصعوبات في التفريق بين العناصر والأجسام التي تواجهها. هذه الأمور الحساسة والتي يمكن أن تُحدث أضراراً جسيمةً، هي الأولوية القصوى التي يجب على المطورين دراستها وتطويرها بشكل أعمق.
إن المسألة الأهم في هذا الأمر هي التركيز على تطوير برامج تكون نسبة الخطأ فيها صفراً، إضافة العنصر البشري اللازم أيضاً لحماية الأنظمة من التعطل، ومن المهم أيضاً العمل على تطوير الأنظمة لكي تكون مساعدة للعنصر البشري وليس العكس، لأن الخطأ البسيط من الممكن أن يقود إلى خسارة أحدهم لحياته.

تك أوبنيان

زر الذهاب إلى الأعلى