توثيق دوري السيدات
طلال الحمود
مع اقتراب موعد مباريات كأس العالم ومشاركة المنتخب السعودي في النهائيات للمرة السادسة في تاريخه، يستأثر المدرب هيرفي رينارد بالتوازي مع قضية توثيق بطولات الأندية باهتمام منصات الإعلام المقروء والمسموع والمرئي.
وليس من المستغرب أن ينال المنتخب الأخضر ما يستحقه من الاهتمام، غير أن اللافت استمرار الجدل في هذا التوقيت حول عدد بطولات الأندية بمباركة من الاتحاد السعودي نفسه الذي ما زال عاجزًا عن البحث في محاضر اجتماعاته لتحديد تاريخ لبدء منافسات الدوري الوطني الأول.
ومع انطلاق الدوري السعودي للسيدات ومشاركة الأندية الكبيرة بفرق جاهزة كانت تحمل مسميات مختلفة مثل العاصفة والسهام الزرقاء واتحاد الرياض وبقية الفرق النسائية المتنافسة في دوري المناطق، ربما يعود الخلاف نفسه بعد قرن من الزمان ولكن بالنسخة النسائية، خاصة أن اتحاد كرة القدم قام في عام 2022 بتنظيم المنافسات تحت رعايته والاعتراف بأول بطولة للسيدات على مستوى الأندية السعودية، بعد سنوات كانت فيها فرق السيدات تحمل مسميات مختلفة قبل اندماجها مع أندية الرجال، وهذه معلومة ربما يكون لها شأن بعد 80 سنة في تحديد العدد الحقيقي لبطولات فريق “الفك المفترس” قبل اندماجه مع “الإعصار” على خلفية انفصاله عن “عين العاصفة” عقب القصة الشهيرة المختلف حول صحتها.!
ما زالت تجربة التوثيق الأخيرة تثير الجدل بعدما زادت نتائجها من احتقان جماهير الأندية، قياسًا على نهجها في اعتماد النتائج وفشلها في التعاطي مع إشكالية لا يحتمل حلها التنظير والتفسير الذي قاد اللجنة حينها إلى تصنيف بطولة الدوري في عام 1982 إلى فئة “ب” بداعي أنها لم تشهد صعودًا ولا هبوطاً، ولولا خوف لجنة التوثيق من ردة الفعل لتم تصنيف الدوري في عام 1978 “ب 2”، لاعتبار أنه شهد صعودًا ولم يشهد هبوطًا بعد زيادة عدد الأندية إلى 10.
من المؤسف أن يعجز رؤساء الاتحاد السعودي لكرة القدم منذ مغادرة الأمير سلطان بن فهد للمنصب، عن إيقاف العبث الإعلامي بشأن قضية يمتلك الاتحاد تفاصيلها من خلال محاضر اجتماعاته وبيان الجمعية العمومية في عام 1975 الذي أقر إطلاق بطولة تحت مسمى “الدوري العام” لتكون فاتحة منافسات تجمع الأندية السعودية بنظام الدوري الوطني المعمول به في دول العالم، وهذه معلومات مثبتة يمكنها التذكير بالتاريخ الحقيقي لبدء هذه البطولة تحديدًا، في انتظار أن يعرض مشروع التوثيق المقبل على الجمعية العمومية لإقرار ما فيه بشأن بطولات المناطق محل الخلاف.
*نقلا عن الرياضية السعودية