ثورة الكورة
محمد سعيد القبيسي
تابع العالم العربي وان لم يكن العالم باسره ماحدث في مبارة كرة القدم التي جمعت بين نادي الزمالك المصري والنادي الافريقي التونسي ضمن بطولة دوري ابطال افريقيا لكرة القدم، والمقامة في جمهورية مصر العربية، حيث دخلت الجماهير الى ارض الملعب في موجة هيستيرية اثر عدم احتساب الحكم للهدف الثالث لصالح الزمالك، و اعتدت على لاعبي النادي الافريقي وطاقم التحكيم الذي كان يدير المبارة، ولم يسلم ايضا المدرب المصري حسام حسن من جراء تلك الاعتداءات، حيث اصيب وتم نقله بسيارة اسعاف الى مستشفى بالقرب من استاد القاهرة، وذلك اثناء محاولته لحماية لاعبي النادي الافريقي.
وفي خطوة ايجابية لاحتواء الامر وعدم تفاقمه قام رئيس الوزراء المصري عصام شرف بالاعتذار الى حكومة وشعب تونس، وذلك لتجنب تاثير تلك الاحداث في العلاقات بين البلدين الشقيقين وخصوصا في هذه الظروف، تبعه بذلك وزير الخارجية و مجلس ادارة اتحاد كرة القدم المصري.
ان من شاهد او حضر ذلك اللقاء لاحظ التواجد الضعيف والهزيل لقوات الامن والذي يعكس هزالة وضعف وزارة الداخلية المصرية في وقتنا هذا وتحديدا بعد سقوط نظام الحكم السابق، تلك الوزارة التي كان من المفترض ان تكون على اتم الاستعداد والتاهب لذلك الحدث وان تعمل على تأمينه وعدم حدوث اي انفلات امني من قبل الجماهير، وخروج الامر عن الاطر المتعارف عليها، ولكن مارايناه كان عكس ذلك تماما.
وعلى الصعيد العام تكاد ان تخلو شوارع مصر من ضباط وافراد وزارة الداخلية بجميع اداراتها واقسامها باستثاء ادارةة المرور والتي تقوم تنظيم حركة السير، متعللين بان الشعب قد فقد ثقته واحترامه لافراد الشرطة وضياع هيبتهم.
على المجلس الاعلى للقوات المسلحة والذي يدير دفة الحكم في البلاد الان ان يقوم باتخاذ اجراءات سريعة وضرورية وذلك باعادة التوازن بين كفتي الشرطة والجيش، والقيام بعمليات تسليم الشرطة لمواقعها السابقة وانسحاب الجيش انسحابا تدريجيا، وتفعيل دور الشرطة في اعادة الامن والاستقرار في البلاد تحت سلطته.
ان المجتمع المصري مجتمع متداخل في نسيج قوي البنيان والترابط له الحس الوطني في الحفاظ على مصر وامنها واستقرارها، وان تلك الفئة الظالة لاتعكس شعب مصر، بل هي فئة قليلة تستغل تلك المناسبات لتقلبها الى فوضى وتخريب وفعل ما تمليه تلك الطاسة التي يحملونها على رؤسهم والتي تكاد ان تكون فارغة حتى من الهواء، ضاربين بعرض الحائط القوانين والانظمة التي تحكم البلد وتمنع حدوث مثل تلك التصرفات، ولابد من ملاحقة هؤلاء البلطجية وايقاع اشد العقوبات عليهم والضرب بيد من حديد على من تسول له نفسة في زعزعة الامن ونشر الفوضى ليكون عبرة لمن لايعتبر، وحتى لايتكرر ماحدث مرة اخرى على اي صعيد مستقبلا.
ولتعلم تلك الفئة ومن على شاكلتها بان الاحتجاجات لها طرق واساليب سلمية مختلفة للتعبير عنها وليس اسلوب التدمير والتخريب هو اللغة الصحيحة للتعبير عن ذلك.
وليكن مفهوم الثورة هي تلك التي حدثت في 25 يناير والتي اطاحت بنظام الحكم السابق، وليس لكل غضب او احتجاج قيام ثورة للتعبير عن احتجاجهم او غضبهم.
نشرت على العربية نت