حتى نتقن مهارة التفكير الإبداعي
شيماء المرزوقي
الطبيب وعالم النفس المالطي الجنسية إدوارد دي بونو، هو من ابتدع مصطلح «التفكير الإبداعي»، وهو أكثر من كتب في هذا المجال تحديداً. ويرى الكثيرون أن كتاباته احترافية في هذا الحقل الحيوي، ومن أهم ما قاله في هذا المجال: «الإبداع دافع عظيم؛ لأنه يجعل المرء مهتماً بما يفعل، والإبداع يعطي الأمل في أن وجود فكرة تستحق التحقيق هو أمر ممكن، والإبداع يعطي الاحتمالية لتحقيق ما يصبو إليه الجميع، والإبداع يجعل الحياة أكثر مرحاً وتشويقاً». وقد احتوت هذه الكلمات جملة من المعاني عن الإبداع، وكأنها تلخص هذا الحقل بكثير من المهارة والحرفية؛ ونظراً لأن الإبداع بات غاية وهدفاً للكثيرين فإنه دون أدنى شك تعد مثل هذه التوجيهات مؤشراً مهماً خاصة لمن ينشد فعلاً التميز والنجاح، وتأتي قوة وعمق هذه الكلمات لكونها صادرة عن الشخصية التي أظهرت للناس قيمة التفكير الإبداعي، وبشرت به، وأعلنته للعالم بأسره، وهي شخصية ناجحة ومتميزة، لينتشر التفكير الإبداعي انتشار النار في الهشيم في مختلف أرجاء العالم. عندما يقرر أحدنا أن يكون مبدعاً فإنه ودون شك سيمتلك- في مثل هذا القرار- دافعاً قوياً وكبيراً للنجاح؛ لأن الإبداع سيحيطك بالاهتمام ومحاولة التجويد والمهارة، وبمجرد أن تمارس الفعل الإبداعي فإن مشاعر قوية من الآمال تنمو داخل وجدانك وروحك تبلغك في كل لحظة تمر بك بأنك تملك الأفكار المتميزة القابلة للتحقيق وأيضاً للنجاح؛ لكن الأهم أن من نتائج التفكير الإبداعي منحك الفهم والثقة بأنك ستحقق كل ما تتمناه، ثم يتوج كل هذا عندما يمنحك الإبداع مساحة واسعة من النشوة والفرحة التي تجعلك تعيش حياة مستقرة، وفي توازن يغمرك النجاح والتفوق والتميز. هنا نقطة جديرة بالتوقف والتمعن، وهي أن التفكير الإبداعي، رغم سهولة مصطلحاته وترديد الجميع له، ووضعه كهدف من الكثيرين، يبقى صعباً دون تدريب، ودون فهم بجوانبه وكيفية آلياته وعمله. وهذا يعني أنه يمكننا أن نقول إننا نفكر بشكل إبداعي؛ لكن مخرجات هذا التفكير ستكون تقليدية، وهذا يعد بديهياً دون تدريب ودراسة؛ لذلك اقرأ عن التفكير الإبداعي، وزد من رصيدك المعرفي في هذا المجال، واستمر في محاولة التدريب، والمفارقة هنا أن توجهك هذا بحد ذاته هو تفكير إبداعي.
Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com