مقالات عامة

حتى يدوم «الابتكار»

إيمان عبدالله آل علي

أصبحت كلمة الابتكار متداولة كثيراً في مجتمع الإمارات، وقد خصص له عام، ومن ثم أسبوع، ثم قُرر أن يكون دورياً، في فبراير من كل عام. وتبدو فيه المؤسسات الحكومية المحلية والاتحادية والجامعات، والمدارس والأفراد والقطاع الخاص، شعلة من النشاط؛ لأن الابتكار بالنسبة إليهم، أسلوب حياة وطريقة عمل ونهج راسخ.
في الأول من فبراير، ستنطلق فعاليات الدورة الثالثة من «شهر الإمارات للابتكار»، تحت شعار: «الابتكار يبدأ بك»، تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتتنافس المؤسسات والشركات والأفراد في عرض ما طبّقوه وما سيطبّقونه من ابتكارات، غيّرت واقعاً وقدمت حلولاً مبتكرة للتحديات.
الكثير من التطبيقات والأدوات الابتكارية، أحدثت تغيراً واضحاً في مستوى الخدمات المقدمة لشرائح المجتمع كافة، وأحدثت طفرة في المؤسسات الحكومية، وسهلت الكثير من الإجراءات، وقلّصت عدد الزيارات للدائرة، وكل ذلك يعكس النهج التطويري الذي تسير عليه الإمارات، لتصل الخدمات إلى الناس في منازلهم، وبكبسة زر يحصلون على مرادهم.
لكن ما زالت بعض الخدمات التي كنا نتوقع أنها ستتغير بمجرد تفعيل الأساليب والتقنيات الابتكارية، روتينية وبطيئة، وزادت العبء بدلاً من تقليله، ليضطر الشخص إلى البدء عبر تطبيق ذكي، وينتهي به الأمر بزيارة الدائرة أكثر من مرة للانتهاء من المعاملة، وخدمات ابتكارية أخرى أطلقت وأملنا بها خيراً، لكنها في الحقيقة مجرد مسمى ابتكاري ذكي ولا دور فعلياً لها، وهناك ابتكارات لم تُنه مشكلة الصفوف المزدحمة، ولم تُنه ساعات الانتظار للحصول على الخدمة، ولم تقلل عدد الزيارات للمؤسسة، ولم تقلص من أيام وشهور الانتهاء من المعاملة.
شهر الابتكار غني بالمبادرات والفعاليات التي يتوقع أن تتجاوز ألف فعالية، وما ذلك إلا خير دليل على عمل المؤسسات بإخلاص من أجل التطوير، ونجاح الشهر، ونأمل ألاَّ يكون ذلك الإنجاز لمدة شهر ولا أثر باقياً له، فالابتكار يجب أن يستمر ويُحدث تغييراً في نوعية حياتنا وحصولنا على الخدمات.
الابتكار والإبداع مرتبطان بنوعية التعليم والبحث العلمي، وتشجيع الطلبة على الإبداع وتبنّي أفكارهم وابتكاراتهم ضرورة، والطلبة الشغوفون بالعلوم لا بدّ من دعمهم، ليواصلوا المشوار العلمي، ويتمكنوا من أدوات الابتكار، فالإمارات تتجه للعلوم والمعرفة، وجيل الشباب يجب أن يتسلح بذلك لتحقيق رؤية الدولة.
رحلة الابتكار مستمرة في إماراتنا، وعجلة التطوير تسير بسرعة كبيرة، وثمرة جهود المؤسسات يجنيها المتعاملون، وكل يوم نشهد إنجازاً جديداً، لمزيد من التميّز، ويعيش سكان الإمارات بأفضل طريقة، وتبقى مواكبة لكل تقدم علمي وتكنولوجي.

Eman.editor@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى