حدائقنا الجميلة الى متى؟؟؟
محمد سعيد القبيسي
رحم الله زايد الخير, صاحب اليد الخضراء, راعي الخضرة اليانعة, وقاهر التصحر وزارع البساط السندسي في ربوع العاصمة ابوظبي, في شوارعها, ومدارسها, وسائر مرافقها.
شجع على التشجير, وشرع قوانين منع قطع الاشجار, شعاره (ازرع ولاتقطع), هذه التربية الوطنية التي ورثناها عن القائد المؤسس التي تحثنا على المحافظة على هذه اللوحات الفنية المنتشرة في حدائقنا العامة، حيث ان ملايين الدراهم تنفق سنويا لزيادة البقعة الخضراء وميزانيات توضع لهذا الغرض, وكما هو معلوم بأن الحدائق العامة تشكل متنفسا للجميع وتذهب اليها العائلات اوالافراد في عطلات نهاية الاسبوع او باقي الايام لقضاء اوقات ممتعة وجميلة في رحاب هذه الحدائق الجميلة اينما وجدت, كراسي , العاب ,نوافير ,اشجار وازهار بجميع الالوان الطبيعة التي تدخل على النفس الراحة والطمأنينة, مساجد في هذه الحدائق او قريبة منها للصلاة والعبادة, نظافة وترتيب في كل مكان بوجود مراقبين وعمال على مدار الساعة للمحافظة على هذه المكنونات الطبيعية.
وتأتي اهمية الحدائق العامة لما لها من المزايا والفوائد ما لايعد ولا يحصر ولو اردت احصاءها لاستلزمني كتب ومجلدات لذلك, ولكني ساذكر اهم النقاط التي توضح بشكل عام مدى اهميتها لنا كالاتي:
(1) من الناحية الصحية تُعتبر الحدائق العامة والمساحات الخضراء واحدة من أهم الاماكن التي تعود فائدتها بشكل إيجابي على صحة الإنسان خاصة، وعلى صحة كافة الكائنات الحية عامة، فالمساحات الخضراء والحدائق يُعتبران الرئة التي تتنفس بهم المُدن من حولنا، لامتصاصها غاز ثاني أكسيد الكربون ( المُضر بصحة الإنسان ) وضخ الأكسجين الذي يعمل علي زيادة كفاءة عملية التنفس لدي الكائنات الحية، ولعل ذلك المثال السابق وحده يوضح مدى أهمية الاشجار لنا.
(2) المنظر العام واثره على نفسية البشر, تعمل الحدائق العامة على تحسين المظهر العام للمُنشآت والمُدن والمدارس والمنازل والمرافق ..الخ ويمكننا رؤية مدي انعكاس ذلك على نفسية البشر بشكل عام سواء عند مروره بجانب الحدائق العامة أثناء ذهابه للعمل أو حتى رؤيته للمنظر أثناء ذهابه للمكوث بحديقة ما للاستمتاع بجمال الطبيعة وسط المساحات الخضراء الواسعة.
(3) مكان هادئ للقراءة أو الجلوس, تُعتبر الميزة أو الأهمية الثالثة هي ان الحدائق العامة والمسطحات الخضراء تعتبر مكان هادئ وجميل لقراءة كتاب ما أو حتى لمذاكرة دروس، وكذلك يمكنك الجلوس بها بهدف الاسترخاء قليلاً من تعب العمل والتفكير في الأمور الحياتية المُختلفة، فالأكسجين الذي تخرجه المسطحات الخضراء يعمل كما ذكرت آنفا على تحسين كفاءة التنفس للإنسان، مما يترتب عليه زيادة نشاط العقل واسترخاءه، وبالتالي فالحدائق العامة هي المكان الأمثل للاسترخاء.
ولكن للاسف يوجد هناك البعض ممن لا يعجبه كل هذا فيسعى بتخريبها بقصد او بدون قصد.
رغم وجود الجلسات والاماكن المخصصة للشواء، واماكن رمي النفايات, واللوحات التي تمنع لعب الكرة اوقطف الازهار او تدخين الارجيلة الا انها لبعض هؤلاء من مرتادي هذه الحدائق تبدو وكأنها غير موجودة او غير مرئية لهم, فترى عائلة هنا وقد افترشت الارض ووضعت صندوق الشواء وبدأت تشوي وبجانبها عدد من الارجيلات التي يستنشقون هواءها المعطر بأنواع النكهات والتي تشتم رائحتها من بعد كيلو, واولادهم يلعبون بالكرة والدراجات الهوائية واخرون يقطفون الازهار, لتجد ذلك المكان وبعد انتهاء هذه الرحلة وذهابهم وكأنه ساحة معركة انتهت قبل قليل, اشجار وازهار قد تم العبث بها فحم الارجيلة والشواء وبقايا الطعام قد تم التخلص منها في نفس المكان, برغم وجود مكان مخصص لرمي النفايات لايبعد امتار عنهم, وحتى لو اتت عائلة اخرى لتجلس في نفس المكان فلا تستطيع ذلك لقذارة المكان, وحتى الجلسات التي خصصت للشواء تجدها في حالة يرثى لها…. لماذا؟
آلمني منظر لحديقة المطار تلك الليلة من مساء الجمعة فقد مررت حوالي الساعة الحادية عشرة مساء ولم يكن هناك الا بعض العوائل والاشخاص والحديقة تعج بالاوراق بالزجاجات البلاستيكية والقاذورات وفوضى عارمة, لماذا؟
اسئلة تدور في بالي وفي بال كل شخص يرى هذه الفوضى ما السبب الذي يجعل بعض مرتادي الحدائق العامة ان يقوموا بذلك دون اي اهتمام, وهل لابد من توعية عامة بضرورة المحافظة على هذه الرقعة الخضراء؟
لذلك هناك واجب لكل مرتادي هذه الحدائق لابد ان يلتزموا به وان يحافظوا عليها للمرات القادمة التي سيأتون اليها, ام ان اعتقادهم عمال النظافة موجودون لهذا السبب!!!!
لذلك علينا ان نعرف كيفية المُحافظة على الحدائق العامة ؟
يجب علينا نشر بعض النقاط التي تزيد من وعي العامة نحو واجبهم للمُحافظة على الحدائق العامة وذلك عبر:
– نشر الوعي لدي الأفراد: الطريقة الأولي لزيادة المُحافظة على الحدائق العامة تكون بنشر الوعي لدي الأفراد والجماعات بضرورة الحفاظ على الحدائق العامة والمُحافظة عليها نظيفة يجعلك تأتي لتراها كذلك في المرة المُقبلة.
– فرض قوانين صارمة: على الجهات المختصة القيام بفرض قوانين وعقوبات صارمة على من يقوم باْتلاف و إلقاء القاذورات في الحدائق العامة والمسطحات الخضراء أو حتى على من يتركها بعد الجلوس في الحديقة ولا يقوم بتنظيف مكان جلوسه.
– زيادة الوعي في المدارس لدي الطُلاب: يجب تربية ونشأة الطفل من البداية على المُحافظة على الحدائق العامة، حتى تخرج لنا أجيال واعية، ولعل التجربة اليابانية وغيرها من التجارب الأخرى خير دليلاً على ذلك، وبالتالي سوف تقل المعاناة في ملاحقة المُخالفين.
– نشر اللافتات والإعلانات: يجب نشر اللافتات الثابتة، والتي تمنع وتنصح العامة بضرورة الحفاظ على الحديقة بعد الجلوس بها كما كانت نظيفة وراقية.
وكذلك زيادة الوعي عن طريق الإعلام، فكما نعلم أن الرأي العام للشارع يتشكل مُعظمه بواسطة الإعلام، لذا يجب علينا ضرورة استغلال ذلك في زيادة وعي العامة وكذلك سُبل مُختلفة لكيفية نشر الوعي للأفراد للمُحافظة عليها.