حزم صنع الامل
محمد سعيد القبيسي
وضعت عاصفة الحزم اوزارها بعد ان ادت دورها الذي قامت من اجله وحققت اهدافها القاطعة في التخلص من تهديدات الحوثي المدفوع من ايران والخطر الذي كان يشكله للمملكة العربية السعودية ودول المنطقة، وهي مرحلة من عدة مراحل قادمة لإنقاذ اليمن من هذه الفوضى و حافة الهاوية التي كاد ان يقع فيها صراعات وحروب اهلية لانهاية لها ، وإعادة الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي وتجنب حدوث حالة مماثلة كما يحدث في سوريا والعراق ولبنان.
الوضع هنا يختلف تماما عما يحدث في العراق وسوريا وما يحدث في اليمن من خلال عملية عاصفة الحزم التي هدآت وعمليةة إعادة الامل التي بدآت، فكلتا العمليتين مع الشرعية ومع المطالب الشعبية وليس كما صورها المشككين والمحرضين وما نشر عنها كذبا وبهتانا في فضائياتهم وخطاباتهم الاستفزازية المفلسة سواء في طهران او عبر عملائها في الخارج امثال حسن نصر الله ومن شاكله، والذي ظهر في ثلاثة خطابات متناقضة في اقل من شهر ليس هذا فحسب بل ان بعض خطاباته وكما جاء في كلام احد الكتاب اللبنانيين بآنها نشرت من قبل وكالات الاخبار الايرانية قبل ان يلقيها لاختلاف التوقيت في النشر او لخطآ فاضح لهذا الامر وهو ما يفسر ان جميع الخطب التي يلقيها هي مجهزة مسبقا في ايران وتم املائها عليه ليلقيها، وهذا مانعلمه وماخفي كان اعظم.
وبالعودة الى عملية اعادة الامل التي بدآت بها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها واختلاف هذه العملية عما تقوم به ايران علىى الجهة المقابلة في سوريا والعراق ولبنان من حرب ابادة طائفية بغيضة وبث سموم التفرقة بين ابناء البلد الواحد انتجت صراعات كبيرة مما زاد اتساع الفجوة التي تحتاج الى وقت كبير مستقبلا لردمها في العراق.
وفي سوريا التي يقتل شعبها ويشرد ويموت جوعا بدعم من ايران وحزب الله بالسلاح والجنود ، وفي لبنان الذي لم يستقرر سياسيا الى الان ويسير بلا رئيس منذ فترة طويلة.
هذا ماتفعله ايران وماتقوم به فماذا هي فاعلة الان في اليمن هل ستقوم بمساعدة الشعب اليمني بمد يد العون بما يحتاجونهه من علاج وغذاء وكسوة ومؤى وكل مايحتاجه الان وفي هذه الفترة الحرجة ام انها تريد الوصول هناك بجنودها وعتادها لبناء المعسكرات لتدريب المتمردين وتزويدهم بالسلاح والعتاد ليتقاتلوا من اجل الحصول على الغذاء والعلاج والاساسيات الاخرى، لم نسمع ابدا من قبل باي مساعدات قامت بها ايران لاي بلد محتاج في العالم بل العكس يدمر كل ماتلمسه ايران ولم نرى منها الا دورها المتصلب والمتزمت في التعامل مع الكارثة اليمنية.
عملية اعادة الامل جاءت في التوقيت المناسب فهي ستبث روح الحياة من جديد وستعيد مادمره علي عبدالله صالح على مر الل 30 سنة المنصرمة وجماعة الحوثي المتحالف معها، وليس ما دمرته عاصفة الحزم كما يزعم البعض فكما نعرف بان اليمن وبنيتها التحتية الضعيفة وبيوتها المتهالكة كانت تحتاج الى تدخل سريع وقوي لاعادة بناءها واعمارها ، وهي الباب الذي سيسهل الدخول السياسي بناء على قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 والبدء في عمليات المساعدات الانسانية والاغاثة للشعب اليمني وتلبية احتياجاته في الوقت الحالي حتى تستقر الامور ومن بعد ستكون هناك خطط تنموية لمساعدة اليمن والنهوض به، ولنا اكبر شاهد بان دول الخليج لن تتخلى عن اي بلد عربي واسلامي وصديق في وقت محنته وحاجته فها هي تقف مع جمهورية مصر العربية وتمد يدها لتساعدها للوقوف من جديد وتقف مع دول اخرى وحتى سوريا والعراق ولبنان ستقف معهم حين يحين الوقت لذلك.
سيكتب اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود من ذهب وستسجل عاصفة الحزم في التاريخ بانهاا لحظة تاريخية ايقظت المارد العربي الذي كان في سبات لم يظًن بانه يوما سيقوم .
نشرت على العربية نت بتاريخ 22/4/2015