غير مصنفة

حقوق الإنسان الإماراتي

ابن الديرة

شاركت الإمارات دول العالم احتفالاتها السنوية في العاشر من ديسمبر، باليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة فيه عام 1948، وثيقة تاريخية تتضمن حقوق الإنسان الفردية، التي لا يجوز أن يصادرها أحد، لا دولة ولا جماعة ولا أفراد، ليحيا حياة كريمة، عزيزة، تتناسب وآدميته.
والإمارات أولت الإنسان أقصى اهتماماتها، منذ اللحظة الأولى لانطلاق المسيرة الاتحادية المباركة في 2 ديسمبر عام 1971، وبحكمة وبُعد نظر قيادتها التأسيسية المباركة، وضعت إنسان الإمارات في طليعة أهدافها التنموية، تعليماً وصحة وعيشاً كريماً ورفاهية معيشية يحسده عليها الكثيرون.
معظم دول العالم عانى فيها الإنسان أنظمة حكمه، والسيطرة والتحكم والاستعمار والتخلف، وكلها أمراض اجتماعية وسياسية تنهك القوى الإنسانية أينما كانت، وتضع العراقيل أمام تطور المجتمعات، ومساعيها الجادة للنجاح في زيادة ناتجها الوطني، إلا الإنسان الإماراتي الذي أنعم الله عليه بقيادة حكيمة محبة لوطنها وشعبها، فلم تكن نقمة عليه كما كان الآخرون في بلدانهم، بل أخذت بيده، وعنوة لمن لم يستوعب أهمية العلم والتغيير للرجل والمرأة معاً، وهيأت كل ظروف بناء الإنسان الجديد، المكافح، النموذجي، المتوازن نفسياً، والمتصالح مع نفسه والآخرين، في مجتمع تسوده العدالة والقانون والمحبة والتسامح والتكافل، وقل إلى ما شاء الله من المزايا والصفات والألقاب الحميدة.
وبالفعل، فقد كان العطاء لمن يستحقه، وخلال سنوات معدودات انقلب حال ابن الإمارات 180 درجة بالتمام والكمال، وبات صانعاً أساسياً لمجد بلاده، وكل ما تفخر به من إنجازات لا تعد ولا تحصى، إلا بالتعميم الشديد، من بنية تحتية تضاهي في تفاصيلها نظيراتها في أكثر دول العالم تقدماً، ومدارس وجامعات ومستشفيات وأندية، وثورة عمرانية بكل المقاييس المحلية والدولية. وإذا أنصف التاريخ والمؤرخون سيؤكدون أن إنسان الدول التي تدعي الديمقراطية وإعلاء شأن الإنسان وحقوقه، لم يحظ بالحرية والديمقراطية التي عاشها ابن الإمارات.
إننا نعتز ونفتخر بكل ما يتمتع به الإنسان الإماراتي ليس استعلاء على أحد، ولكن الأمنية والأمل أن تتحول كل حكومات العالم ودوله إلى قيادات حكيمة، تراعي مصالح أوطانها وشعوبها، إنسانها قبل أي مصالح أخرى، تماماً كما هو الحال في الإمارات، حيث البيت متوحد بالحب والمصلحة الواحدة المشتركة، فلا مجال لصراع ولا تناحر، طالما أن الخير كله مسخر للإمارات وابن الإمارات، وللإنسانية المحتاجة للتنمية.
الإمارات أحبت إنسانها وآمنت منذ البداية أن المصالح واحدة ولا تتجزأ، تلتقي ولا تتفرق، فكان هذا الرباط الأبدي الذي يزيد الوطن عزة ومجداً وعلواً، ورفعة بقيادته وأبنائه.

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى