حكايات الزمن الجميل
عبد الله محمد السبب
«لقد ترك لنا الأسلاف من أجدادنا الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به ونحافظ عليه ونطوره ليبقى ذخراً لهذا الوطن وللأجيال القادمة».. ف«من ليس له ماض، ليس له حاضر ولا مستقبل».
من تلك الكلمات النبراس من الحكيم القائد المُؤَسِّسِ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.. واستجابة لإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله ورعاه وسدد خطاه، 2018 عام زايد الخير والمحبة والمميز التاريخي للإمارات الوطن والأمان والسلام.. واستكمالاً للمشروع التراثي ابتداءً بالمتحف الشخصي «متحف الزمن الجميل» المُؤَسَّسِ في تسعينيات القرن العشرين وما صاحبه من تغيرات وتطورات وتنقلات، وصولاً به إلى الصورة التي هو عليها الآن بما يحتويه من مقتنيات تراثية وتاريخية تحكي قصة الآباء والأجداد وكفاحهم التاريخي الطويل، وبوقوعه في منزل يحتوي أمام واجهته على مجسمات لمعالم حضارية محلية وخارجية مماثلة للواقع، مثل برج خليفة و برج العرب وساعة بيج بن، وما إلى ذلك، حتى أضحى المتحف اليوم مزاراً ومقصداً للسياح من الأهالي والمدارس والجهات الحكومية المحلية والاتحادية والقطاع الخاص، والسياح الأجانب المقيمين في البلاد أو القادمين من الخارج في زيارات خاطفة أو طويلة المدى.. رَمَّمَ المواطن الشاعر والكاتب ورجل التراث علي صالح الطنيجي في السوق القديمة لمدينة الرمس دُكاناً خصصه للمشروبات والمأكولات التراثية بمسمى «مشروبات الزمن الجميل»، حيث افتتحه مساء الجمعة الماضي مصحوباً بفعاليات تراثية ذات صبغة تجارية قديمة وأهازيج شعبية، حيث توافد إلى المكان المئات من السكان المواطنين ومن مختلف الجنسيات العربية وغير العربية للتعرف على بعض من التراث العربي الخليجي الإماراتي.
وإذا كان ما أفاد به المواطن الطنيجي بأن الدافع من اختياره المحل التجاري التراثي «مشروبات الزمن الجميل» ليكون محله السوق التراثية التاريخية القديمة في الرمس العريقة ليس هدفه التجارة بقدر ما يهدف إلى إحياء المنطقة التجارية المركزية القديمة للرمس وأهلها، ودعوته للمحافظة على تراث الآباء والأجداد وربط جيل الحاضر بحضارة ومكتسبات جيل الماضي بكل بيئاته وصوره وأشكاله.. فإن هدفاً نبيلاً ومسؤولاً كهذا لا يمكن له أن يتحقق بجهود فردية، وإنما يتطلب الأمر جهوداً جماعية من قِبَل الأفراد والمؤسسات معاً..
ولذا، فإن المؤسسات المعنية بتنمية مشاريع الشباب، الصغيرة منها والمتوسطة، مدعوة إلى دعم مثل هذه المشاريع الرامية إلى المحافظة على التراث بكافة أشكاله وأجناسه وتشجيع الشباب على الإقدام على مثل تلك المشاريع الرامية إلى المحافظة على تراث الآباء والأجداد، مثال ذلك مؤسسة سعود بن صقر لتنمية مشاريع الشباب في رأس الخيمة..
كما أن دائرة الخدمات العامة برأس الخيمة والدوائر المماثلة في الدولة معنية بإقامة المرافق العامة ومشاريع البنية التحتية في تلك الأسواق التراثية، لاسيما والدولة تولي التراث جل اهتمامها وتسعى لنقله إلى الأجيال وإلى المجتمعات الأخرى، والأسواق الشعبية القديمة واحدة من الوحدات والفئات التراثية ذات الاهتمام المشترك من لدن الشباب الذين يتطلعون إلى إحيائها وبث روح التجارة التراثية فيها.
A_assabab@hotmail.com