خطر استنساخ المسلسلات على ثقافتنا.!
في ظل تركيز رؤية السعودية 2030 على تعزيز صناعة الترفيه، نجد أن أمام منصات التلفزيون المدفوع والتلفزيون التقليدي تحديات كبيرة، لجذب المشاهدين بتقديم محتوى محلي حصري ومنوع يتناسب مع الثقافة السعودية قدر الإمكان، لذلك نجد أن هناك اجتهادات كبيرة بهذا المجال ولكنها وهذه حقيقة لا ترقى لطموح المشاهد الذي اعتاد على متابعة منصات عالمية كنتفليكس وديزني وأمازون وغيرها، ونابع من خلالها أعمال تلفزيونية لثقافات متعددة حققت شهرة كبيرة عالمياً.
فلا ننسى مع طفرة ثورة البث الفضائي في أوائل التسعينيات الميلادية، الثورة الدرامية الشهيرة لمسلسلات دول أمريكا الجنوبية وخصوصا المسلسلات المكسيكية، والتي حققت شعبية كبيرة بحلقاتها المئوية والتي لم يعتد عليها المشاهد العربي، وبدبلجة شهيرة باللهجة السورية، والتي وفق القائمون عليها بتقديم هذه المسلسلات بطرق دبلجة حديثة وقريبة من العمل والمشاهد.
وإن كانت هناك تطورات في الأعوام القليلة الماضية بما يتعلق بالدراما العربية، نجد أنفسنا داخل دائرة مغلقة من حيث القيمة الإبداعية لهذه الأعمال، فظهرت أعمال عربية وحققت شهرة رغم أنها نسخ باللغة العربية وليست المدبلجة لأعمال تركية، اشتهرت بتركيا والجمهور المحب لهذه الدراما، وحتى الأعمال السعودية اتجهت لهذا الطريق، ونحن نتابع حاليا مسلسل «خريف العمر» المقتبس من المسلسل التركي (Autumn in my heart) وحتى الآن نجد نوعا ما نجاح هذه التجربة الجديدة بضخامتها الإنتاجية، وهي كتجربة لابد أن تستمر بها منصة شاهد ومنصات التلفزيون المدفوع لتقديم خيارات جديدة للمشاهدين ومنافسة المنصات العالمية، فالتحدي كبير خصوصا بالسعودية بمجال التلفزيون المدفوع الذي لابد أن يتكيف مع المتغيرات، وعدم الاعتماد على الكم أمام الكيف، لأن ما يدفعه المشاهد ينتظر مقابله قيمة فنية ترفيهية تتناسب مع طموحاته.
نعلم أن المشاهد أمامه تحديات منها رفع أسعار الاشتراكات للكثير من المنصات التلفزيونية، وهي قد تكون ضرورية لاستمرار هذه المنصات في ظل الارتفاع بالتكاليف الإنتاجية، ولكن المشاهد ينتظر وهذا المهم حلول مبتكرة لزيادة ترفيهه، وعدم دراسة تجارب استنساخ الأعمال، حتى لو نجحت تجربة واحدة، الاهتمام بالثقافة السعودية هو السبيل للنجاح كاستراتيجية، أما الاستنساخ فأنا شخصيا أعتبره تجربة فاشلة وخطيرة مستقبلاً ثقافيا وحتى على التلفزيونات التي تطمح لتحقيق الأرباح وزيادة عدد المشتركين بمنصاتها.
نقلا عن “الرياض“