د. عبد الله عمران.. تاريخ حافل بالعطاء

ابن الديرة
أربعة أعوام مضت على رحيل فارس الكلمة، السياسي والإعلامي الدكتور عبد الله عمران تريم الذي أسس دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر وشقيقه تريم عمران تريم رحمهما الله، ومحبوه يعايشونه يومياً لأنه ترك إرثاً فكرياً وثقافياً وسياسياً كبيراً.
عبد الله عمران كان متفانياً في حياته، فمنذ شبابه والوطن يسكن كيانه، فناضل إلى جانب رجالات الوطن الأوفياء تحت قيادة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، حتى إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات، وبعد رحيله تواصل عطاؤه وشقيقه تريم في «الخليج». مدرسة تعلم فيها الآلاف عشق الوطن وحرية الكلمة وصلابة الموقف.
في حياته لم يهدأ يوماً، كان شعلة نضال قبل بزوغ شمس الاتحاد وبعده، واستمر بعد رحيله فكراً وقدوة ونموذجاً لكل من أحب فيه وطنيته الصادقة، وإحساسه القومي الممتد من المحيط إلى الخليج عاش مرارة استعماره وانتشى بانتصارات الحركات الوطنية وتحرر الدول العربية تباعاً من الاحتلال الأجنبي، وأسهم في نجاح نموذج الاتحاد الإماراتي كخطوة على طريق تحقيق حلم الملايين بالوحدة العربية الكبرى، وتحرير فلسطين، ذلك الوجع الكبير الذي لازم د. عبد الله عمران طوال سنوات حياته.
ترجل الفارس عن صهوة جواده وهو في قمة العطاء والحيوية رغم المعاناة والآلام الكثيرة من أحلام العروبة الغائبة، التي عوضتها نسبياً الإنجازات الوطنية الكبيرة للمسيرة الاتحادية في الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، فكان يصل النهار بالليل عملاً دؤوباً في «دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر».
ولعل كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في نعيه الفقيد، تعبير عن فداحة الخسارة برحيل الدكتور عبد الله عمران، التي قال فيها سموه: «أنعى لأبناء شعبنا الكريم ابن الإمارات البار، رجل الدولة القدير، والإعلامي الكبير، المغفور له بإذن الله تعالى الدكتور عبد الله عمران تريم. لقد فقدت بأبي خالد أخاً عزيزاً وصديقاً وفياً عرفت فيه مكارم الأخلاق وشجاعة الرأي وصفاء النية وصدق الانتماء لوطنه والإخلاص لقيادته».
أيها الغائب الحاضر، رحلت بجسدك وبقيت بفكرك ومبادئك ومجموعة أعمالك ومواقفك، وستبقى كذلك، تخلدك رؤاك في الأحداث والقضايا المختلفة، وستبقى منارة تهدي السفن التائهة وكل من ضل طريقه في زحمة الحياة وتفاعلاتها، فقد كانت حياتك غنية، يستلهم منها محبوك نوراً يهتدون به في بحر الظلمات الذي يلف الجميع.
رحلت أبا خالد وأسكنت فيناً محبة أبدية بعد أن علمتنا أن نقول الحقيقة بلا خوف، وننقل الواقع بلا زيف، وننتصر للوطن وشعبه وقيادته، وللأمة الكبيرة التي تستحق أن تستعيد مكانتها تحت الشمس من جديد، وللحق، والمظلوم، وللسلام والحرية والإخاء والمساواة، ونعمل بحب وصمت معاً لنكون رقماً صعباً لا يستهان به، لنبني الإنسان والوطن.
ebnaldeera@gmail.comOriginal Article