ذاكرة مضيئة لكل الأجيال
الشيخة عائشة خالد القاسمي*
حين أعود بذاكرتي إلى مرحلة الطفولة، فإني أستحضر العديد من الذكريات الباسمة في الإمارة الباسمة، فلا يمكنني أن أنسى «مهرجان الطفل» الذي كانت تستهويني المشاركة في فعالياته المنوعة مع صديقاتي؛ إذ كنا نمارس التمثيل والغناء ضمن أعماله المسرحية الغنائية، التي تركت أثراً عميقاً في ذاكرتي وما زلت أتغنّى بأغنياته حتى اليوم، فضلاً عن «استوديو الأطفال» مع عمو جميل، وبرامج الأطفال الأخرى التي كنت أحرص على متابعتها والمشاركة فيها هاتفياً.
وكم كانت فرحتي تعانق عنان السماء، حين أحظى بالفوز في إحدى مسابقاتها، إضافةً إلى «أسبوع المرور» وما تصاحبه من أنشطة وفقرات ترمي إلى تعليم الناشئة والجمهور إرشادات المرور،، والتي كنت أحرص على التواجد فيها؛ لرفع الوعي المروريّ لديّ.
وإذا ما تطرّقنا إلى الأماكن والوِجهات التي شكّلت جزءاً مُشرِقاً من طفولتي في الشارقة، فلا بد من ذكر «نادي المنتزه» الذي تم تغيير اسمه إلى «نادي الفتيات»، ثم تغيّر إلى «نادي سيدات الشارقة» اليوم، وكنت أحظى فيه بممارسة هواية التزلج على الجليد، إلى جانب «منتزه الجزيرة» – المنتزه حالياً – الذي كان يشكّل فرصة مميزة للمرح وقضاء الأوقات السعيدة، وما زال كذلك للجيل الجديد اليوم، علاوةً على بحيرة خالد التي تركتُ فيها الكثير من الذكريات وما زلت أراها وِجهة استثنائية نزورها، ونصطحب منتسبات سجايا إليها؛ من أجل صناعة اللحظات المميزة، فضلاً عن المتحف العلميّ، ذلك المكان الذي كنت أتوجّه إليه لأحظى بدهشة الاكتشاف، وصرت اليوم أحرص على اصطحاب منتسبات سجايا إليه؛ ليكون مُنطلَقاً لهن في عالم العلوم، ومتحف الحصن وقلب الشارقة، هاتين الوجهتين اللتين تشكّلان قيمة تاريخية كبرى، وما زلنا نزورهما اليوم ونصطحب منتسبات سجايا وضيوفنا من خارج الدولة إليهما.. كل هذه الأماكن وأكثر شكّلت جزءاً مضيئاً من طفولتي، وما زالت تضيء أيامنا اليوم بحُلّتها العصرية وتجدّدها اللافت وما تحمله من قيم تاريخية وثقافية وسياحية.
اليوم وبعد هذه الأعوام الطويلة، بإمكاني أن ألحظ الأثر البالغ لهذه الذكريات في تكوين شخصيتي وشخصيات الكثير من أبناء جيلي الذين كانوا يحرصون يوماً ما على النهل من تلك المناهل، التي كانت توفّرها إمارة الشارقة لأبنائها، والتي أهّلتها اليوم لتكون مدينةً صديقة للأطفال واليافعين.
*مديرة سجايا فتيات الشارقة