ذكرى الرحيل

حصة سيف
بالأمس كانت ذكرى وفاة الوالد الدكتور عبدالله عمران تريم، الأب الروحي لدار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، أربع سنوات مضت على وفاة والدنا عبدالله عمران تريم، فقدنا السند والدعم، إلا أنه متواجد بيننا بسيرته في المجتمع وأفكاره ونهجه في أروقة الجريدة وسياستها التي رسمها هو وشقيقه تريم ورحلا عنها.
خلّفا مثالاً حيّاً للوطنية، وللنفس التي تكابد من أجل إعلاء المبادئ والقيم، مِن أجل قضايا الوطن والأمة العربية، حملا القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين الأولى على أكف الاهتمام والمتابعة، ونظّما منتديات ومؤتمرات، استضافا مفكري الأمة ومثقفيها على طاولة واحدة، جمعا كل الفئات والشرائح والأعمار من أجل استنهاض الهمم في القضايا التي تؤرق أقطار العرب والمسلمين.
من كان في عمرهما ما زالت الحياة تمد لهم أياديها، إلا أنهما فارقانا بغمضة عين بعد أن أثقل عليهما القلم بهمومه، فارقانا ولَم نشبع من مجالستهما، فارقانا وسلما الراية، حملا ثقيلاً تنوء به أكتاف أعتى الجنود، واصلنا الدرب على نهجهما، فما زال للخليج طابعها الخاص، طابع فريد حيث تميزت بقوميتها، بعنفوانها الذي لا يخبت.
وما زلت الخليج على الدرب ماضية، بالسياسة ذاتها، وبالهمّ ذاته، والأمل يحدوها أن تصل إلى ما كان يصبو إليه فارس الكلمة، د. عبدالله عمران رحمه الله، الذي تقلد في مسيرته وزارة التربية والتعليم، وأبدع فيها ما شاء الله تعالى أن يبدع، وساهم في تأسيس جيل قامت عليه نشأة دولتنا الفتية، ثم تقلد وزارة العدل وأسهم فيها ما شاء الله تعالى أن يسهم في تحقيق العدالة والحقوق لأصحابها، ثم تفرغ للجريدة بمشاغلها.
وما زلت أتذكر هدوءه، تروّيه، مناقشاته المنطقية للأحداث، وجل حديثه عن كيفية مواصلة الدرب بأقل الخسائر، نعم رحل عنا جسدًا وبقي فكره وشخصيته في قلوبنا إلى أن يشاء الله، فسلام على روحك الطيبة يا أبا خالد.
Email: hissasaif@yahoo.com