رافعات برشلونة
خالد الربيعان
أزمة كورونا لعبت في كثير من الأندية حول العالم بطرق عجيبة من جميع الجوانب سواء كانت هذه الجوانب مادية أو تنظيمية أو جماهيرية أو من حيث اللاعبين وقيمَهم سواء برواتبهم أو بانتقالهم, نعم كانت تجربة قاسية للجميع ولا زالت الأندية حول العالم تعاني منها بصورة مؤلمة مما يجعلها أن تتنازل عن الكثير قي سبيل أن يكون ناديها يستمر بعظمته.
إدارة الأزمات مصطلح علمي يبدع فيه الخبراء ومن يفهمون كيف تعمل الدائرة الاقتصادية وكيفية تسييرها لصالح الشركة أو المنظمة أو النادي أو البيت, لذلك رئيس نادي برشلونة السيد لابورتا بحكم خبرته الكبيرة في عالم الأعمال وخاصةً الأعمال الرياضية يعرف بدقة كيف تسير الأمور في برشلونة والليجا الإسبانية.
تهكم الكثير من مشجعي ريال مدريد سواء داخل إسبانيا أو خارجها حول العالم بمصطلح الرافعات المالية في الرياضة الذي طبقه لابورتا وهو مصطلح مالي متخصص في إدارة الأزمات، عموماً لقد أخذت صدى فكاهياً جميلاً بين مشجعي الملكي الإسباني.
عندما تغرق في الديون وتحاول أن تجعل المعادلة المالية في نادي برشلونة غير مناسبة لتسديد الديون وجلب اللاعبين وتيسير البرامج الخاصة بالنادي لابد من إدارة الأزمة بطريقة تخدم النادي ليكون هو القطب الثاني في الليجا الإسبانية بل في العالم.
جميع الأندية في العالم تبيع حقوقها للحصول على المال سواء كانت حقوقاً تلفزيونية أو حقوق المستلزمات الرياضية أو حقوق الاسم أو حقوق الملابس لتسيير أمورها وهذا ما تعمله جميع الأندية حول العالم ليكون النادي على أحسن حال ويستمر بالمنافسة على البطولات أو الكسب المادي.
بيع برشلونة عدداً من لاعبيه وبيع 25% من حقوق النقل التلفزيوني الخاصة به لشركة «Sixth Street وبيع نسبة 49.9 من «BLM» (تراخيص وتجارة برشلونة) إلى عدد من المستثمرين مع شرط التطوير والإبداع في العمل بمبلغ كبير يقارب الـ 900 مليون يورو لجميع الحقوق ولكن هناك سؤال، هل كل الأندية مغرية للشركات للاستثمار بها من خلال شراء الحقوق التلفزيونة أو حقوق التراخيص والتجارة ؟ أجزم أن أكثر من 90% من أندية العالم ليست مغرية !! عموماً برشلونة ومن خلال هذه المبالغ سيرحع إلى المربع الأول وهو مربع التعادل والعمل بذكاء من خلال جلب الصفقات وتفعيل الكثير من الأدوار داخل النادي أو خارجه سواء كانت هذه الأدوار تجارية أو إدارية أو جماهيرية.
سيرجع نادي برشلونة وسترجع معه الإثارة والقوة والمتعة لليجا الإسبانية التي بهتت خلال السنوات الثلاث الماضية، وسيكون نادي برشلونة مرجعاً لجميع أندية العالم في إدارة الأزمات بجميع أنواعها، أزمات الرواتب أو أزمات الحقوق أو أزمات الديون أو أزمات الفساد التي لعبت في النادي، لذلك سيكون هناك مصطلح مالي جديد باسم رافعات برشلونة سوف يستخدم في إدارة الأزمات المالية في الرياضة عموماً.
*نقلاً عن الجزيرة السعودية