مقالات عامة

رسائل محمد بن زايد

شيخه الجابري

في كل مرة يلتقي فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أبناء الوطن من مسؤولين وشباب وشابات وأمهات كأمهات الشهداء مثلاً، وكبار سن يدهشنا «بوخالد» بمنظومة القيم التي يطرحها إن سلوكاً أو تصريحاً، تلك المنظومة التي تعتبر منهجاً دراسياً وحياتياً متكاملاً في التربية الأخلاقية التي حرص سموه على حضورها في مناهجنا الوطنية، وأن تصبح أحد أهم أهداف العملية التعليمية في الدولة.
وفي كل مناسبة يظهر فيها تسجيل مصور لاستقبال سموه لضيوف مجلسه العامر يصر «حفظه الله» على أن يجعلنا نعيد مشاهدة ذات المشهد بين دمعة تأثر بما نرى، وتضرع عميق لله سبحانه وتعالى بأن يبارك في عمله، ويمد في عمره بقدر الفرحة التي يبعثها في نفوس كل من يصافحه فيجد ذاك الاستقبال المفعم بالمحبة والإنسانية، والقيم التربوية السليمة التي يجب أن ينتهجها كل ولد في سلوكه مع والديه، وكل والد في تصرفه مع أبنائه.
إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو أحد خريجي مدرسة زايد، رحمه الله القيميّة، ومدرسة «أم الإمارات» حفظها الله الأخلاقية فقد جمع مجد العلم من طرفيه، واستل الأطراف الأخرى من فم الوقت والزمن والعمل والجد والمثابرة والاجتهاد والإخلاص والوفاء والوطنية الخالصة، وحب الناس، وتقدير الصغير، وتوقير الكبير حتى حصد المجد من كافة أطرافه، وتربع في قلوبنا ليس اليوم، ولكنه يمتلكها منذ كنّا نقرأ ملامحه وهو لا يزال بعد في سنّ اليفاع وتلك الابتسامة الطّيبة الحانية التي لا تفارق محيّاه الغالي حفظه الله.
وهو في كل سلوك ينتهجه يتّبع ما تعلمه من ثقافة دينية، وإنسانية معتدلة، وما تشربه منذ الصغر من معان وأخلاق ومبادئ وحكمة الوالدين اللذين من حكمتهما تعلّمنا جميعنا كيف نتعامل مع الآخر، وكيف نعبّر عن حبّنا لوطننا وقادتنا، وتلك العلاقة الفريدة التي تربطنا كشعب محب بكل ما له صلة «بعيال زايد» حفظهم الله.
إن ما يصلنا من رسائل غير مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تتطلب من المعنيين في شؤون التعليم والأسرة والثقافة والأدب أن يستلهموا منها ويستخلصوا أبرز الدروس التي يمكن أن تكون أساساً لتعليم جيل، وتنوير أسرة، وكتابة أثرٍ أدبي يخاطب المجتمع، فالجميع هنا أمام مدرسةٍ هي امتداد لأكاديمية زايد الأخلاقية، تلك التي علّمت الآخر ونحن معه كيف نكون مواطنين، صالحين، وعلى قدر كبير من الوعي والمسؤولية والحب.
شكراً يا صاحب السمو، شكراً لكل الدروس التي نستلهمها من سموك ونقرأ ملامحها في صوتك لا عدمناه، وفي ابتسامة محياك حفظك الله.

Qasaed21@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى