رسالة أطفال الشارقة
مروان السركال*
الحديث عن الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين يحمل الكثير من الأبعاد، فإذا أخذنا البنية التحتية للمدينة نرى العديد من المرافق الترفيهية والأنشطة والمواقع السياحية التي وفرت خيارات واسعة للأطفال واليافعين ليس فقط لقضاء وقت ممتع، بل للتعلم والاستكشاف وبناء صداقات مستدامة، وهذه وحدها تبني علاقة خاصة مع المدينة، لأنها تؤسس لذاكرة الطفولة وذاكرة أسرية، كلما كانت ناصعة ونابضة بالفرح ساهمت في بناء شخصية متوازنة ومتصالحة مع محيطها.
البعد الثاني والأهم هو أن خلف كل هذا الحراك النهضوي حاكماً مثقفاً يشكل قدوة لأجيال عديدة في نمط حياته الذي يتمحور حول الكتابة والقراءة والبحث، وترافقه في هذه المسيرة الإبداعية قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي التي تؤمن أن كل أطفال الشارقة هم أطفالها، وتربيتهم على حب الثقافة والفنون هو واجب لا يقل أهمية عن واجب توفير الخبز والكساء والدفء الأسري لكل طفل.
أما البعد الثالث، فهو ثمرة الاستثمار في الإنسان الذي يؤمن به صاحب السمو وقرينته، ويتمثل في التظاهرات الثقافية والمهرجانات الفنية التي انطلقت من الشارقة قبل أكثر من 30 عاماً، أي أن هناك أجيالاً متعاقبة تربت على عشق الفنون والاحتفاء بالإبداع، ليس كترف أو كماليات، بل كجزء أساسي من الحياة اليومية. فالمدرسة والبيت والحيز العام كلها تعيش وتتنفس ثقافة وفنوناً وتحفز كل طفل وشاب وشابة على التميز في موهبة وصقل مهارة وترك بصمة في ذاكرة المدينة.
اليوم أنظرُ إلى أطفال الشارقة وأشعر بما ميز طفولتنا ليس فقط من إحساس بالدعم والأمان، بل أيضاً بالمسؤولية ألا نخيّب آمال من أعطونا من وقتهم وتعبهم لنكون على قدر أحلام المستقبل.
ولعل استحقاق الشارقة للقب مدينة صديقة للأطفال واليافعين يعكس بصدق شعورنا بأن حقوقنا كأطفال وشباب كانت مصانة، وأن أطفال الشارقة اليوم، ينتمون إلى مدينة تحبهم وتحميهم وترعاهم، مما يشعرهم بمسؤولية من نوع آخر فرضتها العولمة ومتغيرات العصر التكنولوجي العابر للحدود… إنها المسؤولية تجاه أطفال آخرين في عواصم ومدن عديدة من العالم، لا ينعمون بأبسط حقوقهم… إنها مسؤولية لمناشدة العالم في أن تكون كل مدينة واحة أمان وفرح… صديقة للأطفال واليافعين.
*الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)