رواد فضاء إماراتيون
ابن الديرة
يعيش شعب الإمارات العربية المتحدة هذه الفترة، مرحلة انتقالية نوعية في تاريخه الحديث، الذي أطلق حروفه الأولى في الثاني من ديسمبر عام 1971، واستمر يبني وينجز ويحقق قفزات نوعية متتالية، إلى أن وصل أخيراً إلى مراحل مهمة في مسيرة العمل الوطني تتميز بجوهريتها، وتعتبر ثورة بكل المقاييس لأنها تحقق طفرات نوعية، بفضل القيادة الحكيمة للبلاد، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ولعل المواقع العالمية المتقدمة والمراكز الأولى التي احتلتها الإمارات على صعيد التنافسية العالمية في كثير من المجالات، أحد الشواهد على المرحلة الانتقالية النوعية التي تعيشها البلاد، وكانت استراتيجية تطوير التعليم وسبر غور الفضاء والمستقبل والذهبية والمئوية وتنويع مصادر الدخل شواهد إضافية على أن الإمارات تعيش الآن حقيقة فترة تاريخية انتقالية، ستجعلها قريباً جديدة في كل ملامحها.
مرحلة تاريخية جديدة يؤكدها كل يوم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بعزيمة القائد الذي لا حدود لطموحه وعزمه الذي لا يلين، ويضع سموه لبنة جديدة في الصرح النوعي العالمي للإمارات، بإطلاقه برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي يستهدف إعداد وتأهيل رواد فضاء إماراتيين بامتياز ليكونوا سفراء بلادهم في الفضاء الرحب الذي تخطط الدولة للوصول إلى مريخه، ومساعدة الإنسانية بمزيد من الجهود والاكتشافات التي تخدمها في كل المجالات.
ليس حدثاً عابراً أن يكون هناك رواد فضاء من دولة لا تعرف المستحيل وهي في طريقها للاحتفال بعقدها الخامس من «الاتحاد»، فهذا إعجاز يصنعه فرسان صناديد، يحملون على الأعناق بكل الحب، لأنهم يعشقون شعبهم ووطنهم بما لا مثيل له، ولذلك يجب أن نتأمل الحدث المرتقب ملياً، فقواعد الفضاء والثورة المعرفية والأخذ بأحدث منتجات التكنولوجيا تفسح المجال لقطار الإمارات النووي ليقطع الكرة الأرضية ذهاباً وإياباً ويشق عنان السماء بسفنه الفضائية ومراكبه.
لذلك يجب النظر للبرنامج العلمي النوعي المتعلق بإعداد رواد فضاء إماراتيين ليس بمعزل بأي حال من الأحوال عن النهضة المعرفية والتعليمية الشاملة التي ستصبغ كل مجالات الحياة في البلاد، فهذا الجيل محظوظ لأنه ينعم بثروة حب قيادته له وللوطن، وثروة تسخير كل الإمكانيات للبناء والانطلاق نحو المستقبل بثقة المتمكنين وليس المغامرين، فكل خطوة تدرس بعناية، ويؤسس لها ببراعة، وثروة الطموح اللامحدود والتصميم على العمل الخلاق حتى تمكن الشعب بوقوفه خلف قيادته من إلغاء كلمة مستحيل من قاموسه وحولها إلى متحف التاريخ لتكون أحد شهود عظمة البناء والبنائين.
ليلتف الشباب أكثر حول قيادته، ويتعلم المزيد، فالكون واسع ولا يتوقف البناء والإنجاز إلا لدى قصار النفس، والإمارات بحمد الله لديها شعب وقيادة نموذجية أكثر ما يميزها بعد النظر وسياسة النفس الطويل.
ebn-aldeera@alkhaleej.ae