زايد الخير
زايد سحابة خير أينما حلت، أسقت وأينعت. رجل جاد الزمان به نعمة وهبها الله لهذه الأرض الطيبة، وحَّد أهلها وجعل منها جسداً واحداً قوياً باتحادها فكانت دولة الإمارات العربية المتحدة. انطلق من المحبة والألفة بين جميع أبناء الإمارات، لينطلقوا نحو العلم والبناء، لقد آمن بالله أولاً وسارع بعد ذلك لبناء أمة مستخدماً ما وهبه الله تعالى من حكمة بالغة، «ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً». رجل ندر إخلاصه وتفانيه أخلص النية والعمل فكانت الثمار تعطي أكلها كل حين في سماء الإمارات لتعم بخيراتها على العالم بأسره.
لم يعرف اليأس طريقاً إلى قلبه ولكنه نصب الاجتهاد والعمل والمشورة بين عينيه، واختار من أهله وقومه الرجال الثقات للعمل بمشاورتهم لتحقيق النقلة النوعية المتميزة التي نعيش في ظلالها اليوم في نهضة وتنمية ورغد عيش كريم وكرامة وسعادة، وبناء مستقبل.
لقد غرس في أبنائه وفي الأجيال الصاعدة حب التعليم أولاً لأنه سلك سبل العقل والفكر المستنير فأتى بالمدرسين وبنى المدارس والمعاهد والجامعات لتصبح الإمارات اليوم منارة علمية يتمنى أن يقصدها كل عالم ومفكر.
وهكذا على جميع الصعد الصحية والاقتصادية والزراعية والصناعية، لقد كان، طيَّب الله ثراه، موسوعة متحركة لا تعرف لتطلعاتها حدوداً، فسخر كل ما حباه الله تعالى من ثروة لهذه الأرض الطيبة لتكون عامل بناء وسعادة وطريق ازدهار وحضارة. رسالته المخلصة جعلت منه رمزاً وطنياً تتغنى به القصائد، لم يكن قائداً ورئيساً فحسب بل هو رب أسرة لكل بيت إماراتي وخليجي بل وعربي، فكل ما ننعم اليوم به هو ثمرة ما زرعه في بلادنا.
إن أيادي زايد البيضاء وصلت إلى جميع أنحاء العالم، فلا يوجد بلد أو مدينة أو قرية صغيرة على أرض المعمورة إلا وتجد هناك بصمة لزايد الخير في جميع المجالات الخيرية والصحية والعلمية وتكريم المتفوقين علمياً وإغاثة الملهوفين، ومساعدة الضعفاء والمحرومين.
من أجمل ما يمر بك وأنت في أي بلد عربي أو أجنبي أنهم يعرفونك بأنك من بلد زايد، هذا العلم الذي أصبح اسمه في سجل الخالدين ونهجه في أسفار المؤلفين، أعطى كل ما يملك من وقت ومال وفكر وجهد ووفاء، فأجمعت الأمة والعالم على محبته، ولم يعرف العالم في العصر الحديث زعيماً حظي بهذا الإجماع والمحبة والولاء مثل زايد.
رحم الله روحاً مازالت تعطي ومستمرة في العطاء إلى الآن، رحم الله أبانا زايد ورزقه أعلى المراتب في الجنان، فاللهم أسعده في الآخرة كما أسعدنا في الدنيا.
إن حياة زايد لم تنته بوفاته لكنها تعيش بيننا وفي قلوبنا، متمثلة في أبنائه الأجاويد، الذين نهلوا من تربيته الحكيمة وأخلاق القيادة والإرادة الصلبة، فساروا على دربه يواصلون عطاءهم لوطنهم ولمواطنيهم، واضعين كل جهودهم في سبيل مواصلة هذا الدرب، فها هو صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله ،وإخوانه حكام الإمارات وولي عهده الأمين، حفظهم الله، يسيرون على خطى ونهج زايد، يسعون في تطوير وتقدم مسيرة النهضة الحضارية والإنسانية لبناء مستقبل هذه الأمة رافعين الهمم داعمين عزيمة الشباب لرفعة وكرامة الوطن.
تاريخ النشر: 17/06/2017 على جريدة الخليج