قضايا ودراسات

زايد الذي يعرفه العالم

ابن الديرة

بعض الحديث لا يحتاج إلى تعليق كونه مبنياً على قديم معروف وموثق، حيث مكانة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، معلومة في كل الأوساط العربية والعالم. الشيخ زايد شخصية عالمية، وشخصية استثنائية عرفها العالم وعرف فضلها، أما جوانب شخصية زايد الخير فعلى قدر من الثراء بحيث لا يمكن أن تعدد في مثل هذا المقام، لكن مقام المكانة والتأثير يتحدث عن نفسه بالصوت القوي العالي: اسم وفعل الشيخ زايد في كل مكان، ولذلك فهو يزداد حضوراً بعد الغياب، ولذلك، فهو يملأ الدنيا ويشغل الناس.
أمس، ملأ زايد الخير الدنيا وشغل الناس في لندن، حين دشن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي «قاعة الشيخ زايد» في المتحف البريطاني العريق، الأعظم من نوعه على مستوى العالم، ولقد أصاب سموه كبد الحقيقة حين أشار إلى رمزية التزامن مع مئوية الشيخ زايد، وكأن زايد المعنى والمحبة والخير والمبدأ يولد من جديد اليوم ويولد غداً من جديد. زايد فكرة ومشروع وصعود دائم نحو تحقيق الوجود، ونحو حياة كريمة لشعبه وأمته، وتكريم الشيخ زايد على هذا المستوى وأكثر منه تكريم مستحق يقيناً.
من حق العالم بل من واجبه أن يحب الشيخ زايد، الرجل الذي نظر إلى الإنسان والإنسانية نظرة العارف المحب، داعياً إلى المثل والقيم التي ترفع قيمة الإنسان في المطلق.
في ضوء ذلك يقرأ إطلاق اسم الشيخ زايد، على قاعة المتحف البريطاني، كما يقرأ في ضوء مسيرة الشيخ زايد خصوصاً لجهة اهتمامه بالتراث والآثار والثقافة والتعليم، ولَم يكن اهتمام قول بل اهتمام فعل ونحت طريق في صخر واقع مشاكس حينئذ، فمن قال إن الدرب أمام القائد المؤسس، طيب الله ثراه، كان سهلاً أو مفروشاً بالورود؟ لقد وصل أيام البذل بأيام التعب. وصل تلك بهذه وواصل فوصل.
ووصل اسم الشيخ إلى كل مكان لأن فعل الشيخ زايد وصل قبل ذلك إلى العالم من شرقه إلى غربه.
وكما أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد، فإن في إطلاق اسم الوالد القائد حكيم العرب، على إحدى قاعات المتحف البريطاني تقديراً عالمياً لهذا الرجل، وهذا حقيقي، فالعالم، وبريطانيا في صميمه وهي التي ارتبطت معنا بعلاقات تاريخية، يعرف كيف غير الشيخ زايد الإمارات والمنطقة، فأسس للمستقبل عبر تنمية واعية شاملة مستدامة، كما يعرف العالم كيف كرس زايد الخير حضور الإمارات في العالم، علاقات وتعاوناً وإسهاماً إيجابياً.
لم يكن ممن يعبر في العابرين. لذلك يبقى اسم الشيخ زايد ويملأ الدنيا ويشغل الناس، وحدث أن مواطناً إماراتياً كان يزور صديقه المغربي في مدينة طنجة أقصى المغرب، وخطر له أن يسأله: لا يكاد يخلو مكان عربي زرته من أثر للشيخ زايد، طيب الله ثراه، فماذا عن طنجة؟ هنا أطل شعاع عميق شفيف من عيني صاحب المنزل وهو يقول: لا تذهب يا أخي بعيداً.. دعني أحدثك عن أثر الشيخ زايد في هذا البيت. لقد تعلمت في السوربون في باريس بين عامي 1975 و 1980 على نفقة الشيخ زايد حتى حصلت على دكتوراه الدولة في القانون.

ebnaldeera@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى