زحمة عنق الزجاجة
حصة سيف
من هنا من المنطقة الفاصلة بين الشارقة ودبي، والموازية لجسر «ناشيونال»، على طريق الشيخ محمد بن زايد والطريق العابر، مازال الازدحام يخنق المركبات والسائقين والطريق نفسه. كتبت هذا «العمود» وأنا عالقة في هذا الزحام، حيث تكاد المركبات لا تتحرك، لمدة ساعة، وهي المنطقة ذاتها «عنق الزجاجة».
فأين الحلول المبتكرة؟ وأين السياسات التطويرية التي تحل تلك الأزمات؟ طافت للتوّ مركبة شرطة زرقاء، اتخذت لنفسها مسلكاً صعباً بين المركبات؛ كيف الحل إذا كانت هناك حالة طارئة بين أرتال المركبات؟ ما السبيل إلى نجدتها؟ هل يقتضي الحال إنشاء طريق ثالث موازٍ للشارعين الأساسيين اللذين يربطان إمارات الدولة؟ لمَ لا تفعّل المواصلات العامة؟ لم لا تكون لدينا مواصلات اتحادية تربط بين الإمارات، وتتماشى مع توجهات دولتنا في المحافظة على البيئة، وتقليل الملوثات الصادرة من عوادم السيارات وغيرها؟ ولمَ لا تكون لدينا وزارة نقل تربط الإمارات السبع بمنظومة صديقة للبيئة، كالقطارات مثلاً؟ وهل سيحل قطار الاتحاد المرتقب المشكلة، أم سيقتصر على نقل البضائع؟ وحتى ينتهي ذلك المشروع الوطني، هل هناك بدائل سريعة لحل أزمة تكدس المركبات في «عنق الزجاجة»؟
وإلى أن تحل المنطقة في الشارع العابر، تحتاج إلى خدمات موازية للخدمات المتوافرة على شارع الشيخ محمد بن زايد، كالاستراحات التي تزوّد بالوقود وما يرافقها من خدمات، كما يحتاج سائقو المركبات لمبادرات ترفّه عنهم وتخفف عناء الطريق، فدولتنا دولة ابتكارات عالمية، ولا يعجزنا ابتكار أي مبادرة تخفف عن مستخدمي المركبات.
بعض السائقين خففوا عن توتّرهم وضيقهم، بفتح نوافذ مركباتهم، وشارك المركبات المحاذية لهم أصوات مذياعاتهم العالية، لإضفاء نوع من البهجة للطريق، الذي لم نجد فيه كعادة المبادرين على شوارعنا في كتابة اللافتات، ولا حتى «رافقتكم السلامة»، فأين المشمّرون للخدمة للتخفيف عنا اختناق «عنق الزجاجة».
فهل من مبادرة بفتح «أكشاك» لبيع «الكرك» أو المشروبات، أو حتى إعلانات تجارية، فالمطلوب تخفيف التوتر على الأقل عن مستخدمي الطريق، والاستفادة من الزحمة بمشاريع تدر على اقتصاد دولتنا الكثير من المنافع.
نداء نوجهه إلى الجهات المختصة بإيحاد حلول لهذه الازدحامات، وتخفيف عناء الناس، و«عذاب الطرق»، خاصة أولئك الذين يقضون يومياً نحو 3 ساعات في الذهاب والإياب إلى عملهم. كما يجب على الجهات المختصة البحث عن بدائل «تسلّي» السائقين، باستغلال تلك الأزمات وتحويلها فرصا كبيرة تحقّق رضاهم وسعادتهم.
Hissasaif@yahoo.com