زخم كروي
شهر استثنائي سيعيشه عشاق كرة القدم في العالم، وسط ذلك الزخم غير المسبوق من المباريات، التي ستجعل المشاهدين في حيرة، فمن مباريات كأس آسيا التي انطلقت الجمعة في قطر، والحديث لا يتوقف حول هوية بطل القارة الصفراء، إلى مباريات كأس أمم إفريقيا، حيث الحديث مستمر أيضاً حول حظوظ المنتخبات العربية.
ولعل الفوز الذي حققه منتخب الإمارات على هونغ كونغ في بداية مشواره بكأس آسيا، يمثل منعطفاً مهماً للغاية، وبه حصد «الأبيض» جملة من المكاسب المعنوية والفنية، أهمها ظهور عدد من الأسماء الجديدة التي تمثل مستقبل المنتخب، ولا شك في أن الفوز في الافتتاح سيدخل «الأبيض» سريعاً إلى أجواء البطولة، والمطلوب حالياً مواصلة العمل والتفكير في المحطة القادمة.
وما بين آسيا وإفريقيا، فقد دخلت الدوريات الأوروبية مراحلها المثيرة، وهو ما اتضح بشكل لافت في الدوري الإنجليزي الذي أصبح على صفيح ساخن، خاصة بين ليفربول المتصدر، والاندفاع القوي من مانشستر سيتي الذي ضيّق الخناق على الصدارة واقترب منها، مع تراجع لافت لأرسنال وتوتنهام اللذين تناوبا على صدارة البريميرليغ قبل أن ينتزعها ليفربول، ومعها تراجعت خطورتهما ولو مؤقتاً، فيما لا يزال أستون فيلا مصراً على مزاحمة الصدارة باحتلاله المركز الثالث.
وكذلك فإن الوضع في الدوري الإيطالي لا يختلف كثيراً من حيث تصاعد حدة المنافسة، وبالتحديد الهيمنة المستمرة من إنتر ميلان والانطلاقة الصاروخية من يوفنتوس الذي أرسل العديد من الرسائل تحتوي على علامات التهديد للقمة التي لم تعد بعيدة عنه.
وفي الدوري الألماني، فإن كل كلمات الإعجاب تصب في صالح بايرليفركوزن ومدربه الإسباني تشابي ألونسو الذي يتصدر البوندسليغا كما يتصدر مجموعته في الدوري الأوروبي بالعلامة الكاملة، بأقوى دفاع في الدوري، وأقوى هجوم في البطولة، وبسجل خال من الهزيمة هذا الموسم حتى الآن، وفي حال استمر تشابي بهذه الوضعية، سيصبح أول مدرب يقود ليفركوزن للقب منذ 31 عاماً.
وأمام كل تلك الأحداث المتلاحقة دولياً وقارياً ومحلياً، فإن جماهير كرة القدم ستعاني بشكل كبير هذا الشهر من الزخم الكروي، الذي قد يحدث تشويشاً لدى البعض، ولكنه لن يخلو من المتعة والإثارة التي من شأنها أن تجعل الجماهير، تعيش تجربة كروية خاصة، طوال شهر كامل.
*نقلا عن الخليج الإماراتية